السبت، 15 مارس 2014

دم وملح

لم يكن من المنتظر أن تتزوج سارة الحسناء الرقيقة التي يتنافس في حبها نصف شبان باريس من هذا الشاب النحيل الأسمر الخامل الذي ينتمي لأمريكا الجنوبية ..

و عندما كانت سارة  تُسأل السؤال الطبيعي المكرر :

- " لماذا يا  سارة .. ما الذي يروقك فيه ؟!  "

كانت تتنهد بهيام و تسبل عينيها و تجيب بحنان جارف :

- " إنه الحب يا عزيزي ! "

و هكذا في أقل من عام من تعرفهما .. و شهرين من فتح موضوع الزواج كانت " سارة شارل بيرنادوت " و " هيوم لاس كارديراس " قد تزوجا بالفعل .. و رحلا معاً إلى أمريكا الجنوبية .. إلى الأرجنتين !

...............................

على أن " هيوم " لم يكن شاباً سيئاً إلى هذا الحد كما تصور زملاء  سارة  و عاشقيها الكثيرون .. كان شاباً ملتزماً جاداً في عمله .. بالإضافة إلى رزانته و صبره الطويل و هو أحلى ما فيه بالفعل .. و بسبب من رزانته و صبره و أيضاً جده و مثابرته في العمل تمكن من اجتياز سنوات الدراسة الصعبة المرهقة في جامعة ( باريس ) خلال سنة واحدة فقط .. فقد طلب أن يتقدم إلى امتحانات السنوات الأولى و الثانية و الثالثة و الليسانس مرة واحدة .. و قد فعلها و نجح نجاحاً مبهراً أثبت به جدارته و أغاظ به الكثيرون .. و الأهم انه تمكن من انتزاع إعجاب سارة حسناء الجامعة و غزالها الجامح و حبها بعد ذلك !

كان هيوم  يدرس موضوعاً شائقاً و لطيفا .. حضارات أمريكا الجنوبية قبل الغزو الأوربي لها .. أو ما كان يسمونه ( الفتح الأوربي العظيم ) طبعاً مع كثير من التجاوز و النفاق !

و هكذا و عن طريقه سمعت " سارة " للمرة الأولى في حياتها عن ( الإزتك ) و ( المايا ) و غيرهما !

و لكن أول شيء لفت انتباه " سارة " في زوجها عندما تزوجا و رحلا معاً إلى الأرجنتين .. أن هيوم الذي حصل على وظيفة معيد في جامعة ( بوينس إيرس ) براتب حتماً لا يكفي لشيء .. كان لديه خادمان في منزله الفقير المتواضع هناك .. كيف تمكن من الحصول عليهما يا ترى ؟!

...........................

في الخامس و العشرين من مايو وصل الزوجان إلى بيتهما الصغير الواقع في أحد أحياء ( بوينس إيرس ) الجنوبية المتوسطة .. لم تندهش  سارة  أو تغضب لوضاعة المنزل .. فهي لم تتوقع في منزلها القادم أي غني بل كان حب هيوم  وحنانه يكفيها .. و لكن الذي أدهشها حقاً الخادم الذي فتح لهما الباب .. وجوده عند وصولهما معناه أنه كان مقيم في المنزل عندما كان هيوم  يدرس في باريس  و معناه أيضاً أن هيوم كان مستمراً في دفع راتب هذا الخادم أثناء وجوده هناك .. فمن أين كان يجد راتب خادم مقيم في بلده إذا كان هو نفسه يعيش على أموال المنحة الدراسية التي منحتها له جامعة باريس  لتفوقه الاستثنائي !

سألت سارة زوجها هذا السؤال بينما كانا يفرغان الحقائب في غرفة النوم المتواضعة التي قادهما إليها الخادم .. فأجابها برفق و بلطفه المعهود أن الأمر ليس كما يُظن !

لم تفهم  سارة معنى ( أن الأمر ليس كما يُظن ) و لكنها أظهرت أنها فهمت كل شيء من خلال هذه الجملة المبتورة التي لا معنى لها في الحقيقة .. كانت سارة من النوع الرقيق الدمث و كانت تعرف أن لكل مجتمع ثقافته و عاداته .. لذلك كانت تظهر تفهماً و احتراما لكل شيء حول زوجها و كل كلمة ؛ حتى لو كانت فارغة ؛ يقولها .. حتى لا يعتقد أنها لا تفهم مجتمعه و ثقافته ثم يبدأ في النهنهة و التمتمة كعادته !

و لكن رغم كل شيء فإن منظر هذا الخادم لم يريحها كثيراً .. و لم يكن هذا هو كل شيء تحظى به " سارة " في اليوم الأول لها في ( بيونس إيرس ) .. بل كانت تنتظرها مفاجأة أكبر على العشاء .. حينما جلست على المائدة لتكتشف وجود خادم آخر يساعد في تقديم العشاء .. زادت دهشتها و لكنها لم تسأل زوجها هذه المرة .. فقد خشيت أن يقول لها أن الأمر ليس كما يظن !

...........................

في الصباح خرج  هيوم ليذهب إلى الجامعة .. و ترك " سارة " في البيت مع الخادمين و قبل خروجه طبع قبلة على خدها الرقيق و قال لها بابتسامة هادئة :

- " أرجو يا حبيبتي ألا تصابي بالملل من بقائك وحدك .. لا تحاولي التحدث إلى الخادمين فهما لا يتحدثان كثيراً !  "

ابتسمت  سارة  بدورها و أجابت على زوجها قائلة :

- " بل هما لا يتحدثان مطلقاً .. هل هما أبكمين ؟!  "

و كانت هذه أول ملاحظة ذكية لاحظتها سارة  على خادميها الجديدين .. أنهما لا يتكلمان مطلقاً بل يسارعا إلى تنفيذ كل أمر يوجه إليهما ببطء و جمود .. كما أنهما يتحركان حركة آلية غريبة و كأنهما مجرد ماكينتين !

و كان رد هيوم على تلك الملاحظة العابرة هو هزة رأس و عبارة أخرى من عباراته الغامضة :

- " لا شأن لك بهما .. أنهما مطيعين و صامتين .. الصمت من دلائل الطاعة ! "

و خرج هيوم  تاركاً سارة تحاول التأقلم مع هذه الأجواء الغريبة !

..........................

كان الخادمين جد مطيعين و صبورين و لم يخالفا أي أمر للمدام سارة .. و لكن صمتهما المطبق و أسلوب تحركهما الآلي الغريب ظل يرسم علامة استفهام أمامها .. و لكن سارة لم يكن لديها وقت كاف للاهتمام بهذا الأمر .. فقد كان البيت في حالة من الفوضى الرجولية .. صحيح أنه مرتب و منظم و لكن ذلك بالنسبة للرجال فقط الذين لا يلاحظون كل شيء بمنظار دقيق .. و لكن بالنسبة لفتاة قادمة من وسط باريس فقد كان عبارة عن دغل كثيف مليء بالفوضى و القذارة و لابد من تنظيفه و تنظيمه .. و هكذا شمرت  سارة  عن ساعديها و نادت الخادمين ليكونا رهن أمرها .. و أخذت تنقل هذا و تنظف ذلك و تلقي ذاك في القمامة حتى أصبح البيت في النهاية مرآة مصقولة يمكنك أن ترى وجهك ليس في مراياه فقط بل أيضاً في حوائطه و على ستائره و حتى على الموقد في المطبخ !

و هكذا بعد ست ساعات من العمل المضني سمحت السيدة للخادمين بان يذهبا للنوم و طلبت منهما أن يتناولا عشاءهما و يناما لأنها هي التي ستهتم بعشاء السيد من الآن فصاعداً ..

و لم تدر سارة  بهذا الطلب البسيط مدى الخدمة التي أسدتها لهذين البائسين .. فالحقيقة أن الخادمين كانا بحاجة إلى النوم .. بل بحاجة لشيء أقوى من النوم ليريحهما من متاعبهما .. بحاجة للموت !

أخذت سارة حماماً منعشاً ثم ارتدت فستاناً باريسياً فاتناً و تزينت بذوق كعادتها .. و أعدت عشاءً دسماً و وضعته فوق المائدة التي زينتها بالورود و الفاكهة و أضاءت شموعاً لها عطرية غريبة .. ثم جلست تنتظر عودة هيوم من الخارج لتفاجئه بهذا العشاء الرومانسي الدسم !

و فعلاً عاد الزوج في الساعة التاسعة مساءً متأخر ساعتين عن ميعاده المعتاد و لكن لا بأس .. و لكن الغريب حقاً أنه فزع عندما رأي الشموع التي أشعلتها " سارة " فوق المائدة و صرخ فيها بصوت غليظ :

- " من أين أحضرت هذه الشموع ؟! "

بهتت سارة لغضبه الذي لم تدرك له سبب و أجابت بارتباك :

- " من غرفة العمل الخاصة بك !"

فسألها  هيوم  وقد زاد غضبه :

- " غرفة العمل ؟!  "

ثم فكر قليلاً و فجأة ألتوت ملامحه في استنكار و هتف باشمئزاز :

- " هل دخلت لغرفة الأسلاف ؟! "

كان هيوم قد أخبر سارة  بأن لديه غرفة في البيت يطلق عليها ( غرفة الأسلاف ) و قال لها أنها تحوي مخلفات و أشياء تعود لأسلافه المرحومين و طلب منها برقة ألا تدخلها لأن فيها أشياء قابلة للتلف بسرعة .. كانت " سارة " تعرف ذلك و تذكره جيداً لذلك فقد أجابت على سؤال زوجها لها بارتباك :

- " نعم ! "

فهتف هيوم مستنكراً :

- " ألم أطلب منك عدم دخول هذه الغرفة ؟! "

- " كنت أنظفها يا عزيزي .. أنا آسفة ظننت أن هذا الأمر لن.... "

و لكن  هيوم  لم يبقى ليسمع باقي إعتذارات سارة بل قام بإطفاء الشموع و انتزعها من أماكنها .. ثم حملها في يده و مضى نحو غرفة الأسلاف و فتح بابها و دخل .. و بعد ذلك أغلق الباب بعنف في وجه " سارة " ..

و بالطبع فسدت الليلة !

......................

في اليوم التالي صالح هيوم زوجته و قدم لها هدية لطيفة .. و طلب منها برقة ألا تدخل ( غرفة الأسلاف ) ثانية أبداً أثناء غيابه .. معللاً بذلك بأن فيها أشياء يمكن أن تتلف بسهولة من مجرد لمسة واحدة ، كما أن بعض الأشياء قد تؤذي " سارة " إيذاءً بالغاً دون أن تدري ..

و من أجل كبح فضولها وعدها هيوم بأن يريها محتويات الغرفة بنفسه و يشرح لها تاريخ كل قطعة فيها .. و هكذا نال " هيوم " الوعد الذي يريده من  سارة  بعدم دخول هذه الغرفة لأي سبب من الأسباب و أطمأن باله .. و عادت الأمور لطبيعتها بين الزوجين ..

و إن كانت الأصوات التي تصدر من داخل غرفة الأسلاف هذه ظلت تؤرق سارة ليالي طويلة !

........................

في اليوم التالي خرجت سارة للتسوق بعد أن استأذنت هيوم  وطلبت منه أن يسمح لها باصطحاب أحد الخادمين ليقوم بحمل ما تتسوقه .. و لكن هيوم و إن سمح لها بالخروج و التسوق كما تشاء إلا إنه رفض ذهاب أحد الخادمين معها رفضاً باتاً متعللاً بجهلهما و أشياء أخرى كثيرة لا تقنع إلا ساذجاً .. مثل سارة !

و هكذا خرجت سارة  بمفردها حاملة سلة تسوق صغيرة و خرجت لأول مرة لتتفقد الحي منذ وصولها إلى الأرجنتين قبل أسبوعين ..

كانت الجيرة فقيرة كما لاحظت سارة  من النظرة الأولى .. مجرد مربعات سكنية تتكون من وحدات متشابهة كأنها معازل أو مستوطنات عمالية تتخللها بضعة بيوت قليلة ؛ مثل بيت هيوم و سارة  ؛ أفضل حالاً من باقي المساكن .. و كان هناك عدد قليل من المحلات التجارية و عدد كبير من البائعين المتجولين الذين يفترشون الأرصفة و الطرق و يعرضون سلعاً من كل الأشكال و الأنواع .. فاكهة و خضراوات و ملابس و أواني و لحوم متنوعة و طيور حية و مجمدة و أدوات معدنية .. حتى أن سارة لن تستغرب إذا وجدتهم يبيعون أطفالاً أو كبسولات فضاء !

المهم أنه وسط كل هذه الفوضى لمحت سارة سوبر ماركت متواضع فقصدته على الفور .. و دخلت لتجد أمامها محلاً كبيراً ليس إلا يسمي نفسه سوبر ماركت و لكن المهم أنه مكدس بكل أنواع البضاعة ..

و هكذا بدأت سارة جولتها في السوبر ماركت و بدأت في وضع بعض الحاجيات في سلتها الصغيرة .. و لكنها فجأة لمحت امرأتين عجوزين تشيران إليها و يتهامسان .. رفعت سارة رأسها ؛ بعد أن أحست بمراقبتهما المختلسة لها ؛ و ابتسمت لهما بظرف .. و لكنها فوجئت برد فعل غريب للغاية منهما .. أبيض وجههما من الرعب بمجرد أن التقت عيناها بعيونهما و تراجعا في ذعر .. ثم أخذت أحداهما تردد بصوت واضح عبارة باللغة الأسبانية لم تفهم منها  سارة إلا كلمة ( كريستوس ) التي تعني (المسيح ) !

ذهلت سارة لرد فعل المرأتين و أصابها اضطراب أنساها وضع الكثير من الحاجيات التي كانت تحتاج إليها في سلتها .. فتوجهت نحو الشاب الجالس فوق الخزانة و دفعت ثمن مشترياتها .. ثم عادت إلى البيت و هي في غاية الاضطراب ..

و في المساء كادت  سارة تحكي لزوجها عن الموقف الذي تعرضت له في السوبر ماركت .. و لكن شيء ما في عقلها طلب منها ألا تفعل فأطاعته .. و الحقيقة أن  سارة أحسنت بإخفاء الأمر عن  هيوم ..وإلا كان هناك عواقب وخيمة !

........................

و بعد أسابيع حدثت صدفة بالغة السوء بالنسبة لـ هيوم  و لكنها كشفت لـ سارة عن سر جديد من أسراره الكثيرة التي لم تعرفها بعد ..

كان هناك معرض للكتب في ( بوينس إيرس ) و علمت سارة  بذلك فطلبت من هيوم أن يذهبا لشراء عدد من الكتب لإضافتها إلى مكتبة المنزل .. كانت سارة  تحب القراءة بالفعل و لكن هيوم  كان من رأيه أنها تدعي الثقافة لتصبح المرأة الكاملة التي تجمع النقيضين ( الثقافة و الجمال ) .. لذلك سمح لها بالذهاب كما تشاء و لكنه أعتذر عن مرافقتها .. و الحقيقة أن طباع  هيوم  تغيرت كثيراً خلال فترة بسيطة .. فبدأ يهمل زوجته و يقضي جل وقته في ( غرفة الأسلاف ) هذه التي تتصاعد منها روائح غريبة .. ليست كريهة و لكنها غريبة جداً .. و حتى خروجهما معاً الذي كان يومياً في ( باريس ) لم يحدث منذ قدومهما إلى الأرجنتين أكثر من مرتين !

و لكن سارة لا تستطيع أن تشكوه فهي التي اختارت .. ثم إنه كان لطيفاً رغم كل شيء .. أو بتعبير أدق كان ما يزال يدعي اللطف !

و ذهبت سارة  إلى معرض الكتاب و تجولت بين أجنحته .. و اشترت بضع أعمال لـ بلزاك و  زولا  و  دافني دي مورييه  .. ثم خطر لها أنه سيكون من اللطيف أن تفاجأ  هيوم  العزيز بكتاب في مجال تخصصه .. لذلك توجهت نحو جناح الكتب التاريخية .. و سألت أحد القائمين على خدمة رواد المعرض هناك عن القسم الذي توجد فيه كتب عن حضارات أمريكا الجنوبية القديمة فأرشدها إليه .. و هناك وجدت عدداً ضخماً من الكتب عن ( المايا ) و ( الإزتك ) و ( مدينة الموتى ) و " أتوالابا " .. و كانت هناك فتاة ترتدي عوينات ثرثرت معها  سارة قليلاً بالإنجليزية فعرفت منها أنها ؛ الفتاة لا سارة  ؛ معيدة في قسم الحضارات القديمة في جامعة ( بوينس إيرس ) .. فهتفت  سارة  بمرح و هى تدغم الحروف لتظهر أنها فرنسية تماماً :

- " في قسم الحضارات القديمة .. لابد أنك تعرفين زوجي فهو أستاذ في نفس القسم .. لقد درس في باريس و حصل على الدكتوراة من هناك و قد تعرفنا على بعضنا و تزوجنا في باريس ! "

فخلعت الأستاذة عويناتها و سألت بمرح مصطنع ؛ فقد كانت لا تكره شيئاً في حياتها كما تكره سيرة أساتذة القسم الذي تعمل به ؛ قائلة :

- " أستاذ في قسمنا .. حسناً يمكن أن أكون أعرفه .. ما هو أسمه ؟! "

فأجابت " سارة " و الزهو يطل من عيونها :

- "  هيوم .. هيوم دي لاس كارديراس  .. لابد أنك تعملين تحت إمرته ! "

فردت الفتاة دون تردد :

- "  هيوم دي لاس كارديراس  .. لا يوجد في قسمنا أستاذ بهذا الاسم .. و لا حتى في الجامعة كلها .. أنا واثقة مما أقول ! "

و تبخرت الفتاة تاركة " سارة " متسمرة مكانها تعاني حيرة هائلة و ذعر .. بمن تزوجت إذن .. بمن ؟!

...........................

عندما عادت  سارة إلى المنزل وجدت  هيوم بانتظارها !

كان هذا شيئاً غريباً للغاية .. فالزوج كان يعود كل يوم ليس قبل التاسعة أو العاشرة مساءً .. فما الذي أتى به في الثانية ظهراً ؟!

الأغرب أنه كان جالس في غرفة المعيشة مطرقاً و يبدو عليه الهم و الغم .. و عندما سمع صوت " سارة " و هى تدخل إلى الغرفة عندما لمحته جالساً فيها من خلال زجاج الواجهة .. رفع عينيه إليها و رشقها بنظرة خاوية مخيفة .. فارتعشت " سارة " و كادت تصاب بالإغماء .. كانت نظرة غريبة و قوية للغاية .. حتى أنها شعرت أنه منوم مغناطيسي !

و بعد ذلك لم يكن من  هيوم  إلا إنه ترك موضعه و نهض بهدوء .. ثم غادر الغرفة و بعد قليل سمعت  سارة صوت الباب الخارجي يغلق ثم سمعت صوت المفتاح و هو يدور فيه من الخارج .. هرعت  سارة  نحو الباب الخارجي و حاولت فتحه فأمتنع ..

لم يكن هناك مجال للشك في الأمر .. لقد أغلق عليها " هيوم " الباب بالمفتاح !!

.......................

ظلت  سارة  تدور و تدور في المنزل كالمسعورة طوال النهار و حتى منتصف الليل .. كانت تريد تفسيراً فورياً للذي حدث اليوم .. لذلك انتظرت هيوم طويلاً حتى عاد أخيراً .. كانت على استعداد لانتظاره حتى الصباح إذا لزم الأمر . فلم يكن لديها أي استعداد لأن تأوي إلى فراشها قبل أن تحصل على تفسير لما فعله اليوم .. كيف يجرؤ على إغلاق الباب عليها بالمفتاح .. يا إلهي أيظنها فتاة من حواري ( بيونس إيرس ) يمكنه أن يتحكم فيها كيف يشاء .. حسناً .. لسوف يندم على أنه فكر في التعامل معها بهذه الصورة المهينة !

كانت  سارة  ترغي و تزبد و ترسل التهديدات الحارة .. غير دارية أنها إنما تهدد الهواء في الحقيقة .. فـ هيوم لم يعد بعد من الخارج .. و الخادمين كأنهما تمثالين من البرونز .. لا صوت واحد يصدر عنهما !

رباه .. أي حياة تلك التي تحياها ؟!

و هنا عاد هيوم .. سمعت  سارة  صوت المفتاح و هو يدور في الباب الخارجي فهرعت نحوه لتؤنبه و تقرعه على الموقف السخيف الذي فعله معها اليوم .. بمجرد أن ظهر وجه زوجها حتى صرخت " سارة " بغل :

- " ها قد عدت يا سيد .. لتجد جاريتك ما زالت تنتظر خلف الباب ! "

قالت  سارة واستعدت لمواصلة الهجوم عندما فوجئت بـ  هيوم  .. هيوم الرقيق الناحل الوديع الذي لا يؤذي ذبابة .. ينقض عليها فجأة و ينهال عليها ضرباً بوحشية كأنه جُن !

تعالى صراخ  سارة  المستغيث .. و أخذت تتوسل لـ  هيوم  أن يتركها و تنادي الخادمين و تطلب منهما إنقاذها و تصرخ بأعلى صوتها :

- " النجدة .. النجدة .. فلينقذني أحد ! "

ثم تعود فتتوسل لزوجها ؛ الذي أنتفش شعره كالشيطان و أحمرت عينيه ؛ أن يتركها .. و بالفعل تركها هيوم ولكن ليس قبل أن يزين وجهها بكدمات زرقاء عديدة حول عينيها !

و خلى هيوم سبيل زوجته لحظة .. و لكنه عاد فأمسك بها من شعرها بقسوة و أخذ يقول لها مهدداً :

- " إياك أن تخالفي لي أمراً أو تدوري تتحدثين مع الناس في شئوني بعد ذلك .. لو فعلت فسأحولك لتصبحي واحدة كهذين ! "

قال هيوم ثم دفع سارة بغلظة فاصطدمت بأريكة بعنف و سقطت فوقها و أخذت تنشج و تبكي بكاء هستيري مرتعش .. و في لحظة ما رفعت عينيها الملوثتين بالدموع الغزيرة لتجد الخادمين واقفين متخشبين أمام باب غرفتهما يحدقان فيها بعيون خاوية و أجساد متصلبة متخشبة و كأنهما لا يريانها من الأساس .. أو لا يشعران بأي شيء يدور حولهما .. و قد كان ذلك صحيحاً تماماً !

و هنا هبط الوعي على  سارة  بغتة و فهمت معنى ذلك .. المعنى الذي كان أمامها و لكن عماها و غرامها بـ هيوم منعها من رؤيته .. أي مصيبة جاءت بها من قلب باريس لتقع فيها هنا ؟!

..............................

مر أسبوع قضته  سارة في غرفتها مغلقة الأبواب عليها !

لم تتناول طعاماً يذكر بل عاشت على القليل من البسكويت و الماء .. بقيت جالسة في فراشها طوال الوقت ترتجف رعباً و أسنانها تصك ببعضها خوفاً و هلعاً .. حتى النوم كانت تختطفه لدقائق ثم تقوم صارخة على كوابيس مروعة و كان نومها أشبه ما يكون بالإغماء أو الغيبوبة !

لم تغادر سارة  غرفتها طوال هذا الأسبوع إلا إلى الحمام و في الخفاء حين تتأكد من عدم وجود هيوم في المنزل ..

كانت لا تريد رؤية وجهه النحس و لا وجوه خادميه البائسين المرعبين اللذين رغم بشاعتهما و خوفها الشديد منهما .. إلا إنها كانت تشفق عليهما بشدة .. أليسا ضحيتين مثلها !

و هكذا ظلت سارة تفكر في حل للخروج من هذه المصيبة .. كيف تهرب من قبضة هذا الوحش !

تهرب من البيت أثناء غيابه و تلجأ إلى السفارة الفرنسية .. حل جيد فقط لو لم يكن  هيوم اللعين هذا يقرأ الأفكار ببراعة و يعرف الذي تفكر فيه قبل أن تقدم عليه !

و هكذا وجدت سارة كل منافذ البيت و نوافذه مغلقة و بإحكام شديد ..

و رغم ذلك حاولت عدة مرات الهرب دون فائدة .. و أخيراً أدركت أنها صارت أسيرته و تحت أمره .. فإن شاء عذبها و إن شاء حولها . و إن شاء ؛ و هو الأسوأ ؛ جعلها واحدة من هؤلاء !

و بعد مرور أسبوعين آخرين كانت سارة قد حسمت أمرها .. إذا كانت عاجزة عن الهروب من قبضته فلتوجعه قبل أن يتخلص منها .. و لتجعله يدفع ثمناً باهظاً لما فعله بها !

و هكذا،  و بعد أن تأكدت من عدم وجوده في المنزل ؛ غادرت سارة غرفتها .. و توجهت نحو المطبخ و فتحت الدرج الخاص بالأدوات الثقيلة و انتقت منه مطرقة ثقيلة .. و خرجت من المطبخ متوهجة نحو ( غرفة الأسلاف )

و على وجهها تصميم هائل .. و دون تردد بدأت في تهشيم القفل الموضوع على الباب .. ثم اقتحمت الغرفة فوجدت أمامها المناضد الغريبة المليئة بالتماثيل و الأواني و الشموع غريبة الرائحة و الشكل .. كل هذه الأشياء رأتها " سارة " من قبل .. إلا إنها لم تفهم معناها .. الآن فقط تفهم !

و هكذا و بكل الغل في قلبها انهالت سارة بمطرقتها تحطيماً و تهشيماً على كل ما تراه أمامها .. حطمت و هشمت و كسرت .. حتى لم يتبقى شيء في الغرفة سوى أشلاء و بقايا متناثرة !

..................................

أخيراً انتهت سارة من تدمير غرفة الأسلاف .. ولم يبقى أمامها شيء واحد .. إنها تريد أن تحرر الروحين المحبوستين معها في المنزل !

و هكذا توجهت  سارة  نحو المطبخ و بحثت وسط الأدراج العلوية حتى عثرت على الشيء الذي تريده .. و هو الشيء الذي غفل هيوم  عن إخفائه أو التخلص منه .. حمداً لله !

و غادرت المطبخ إلى الغرفة التي ينام فيها الخادمين .. كان المسكينان ينامان كقرمتي الخشب مفترشين الأرض .. فرمقتهما  سارة  بنظرة مليئة بالشفقة و التعاطف .. ثم تقدمت منهما و رغم خوفها من لمس هذه المخلوقات .. إلا إنها تحاملت على نفسها و بدأت في إيقاظهما برفق .. و أستيقظ الخادمين بسهولة و جلسا مكانهما بعيون حمراء خاوية و أطراف متخشبة .. و هنا فتحت  سارة  الكيس الذي جاءت به من المطبخ و دست يدها فيه و أخرجت قبضتها مضمومة على حفنة من مسحوق أبيض .. ثم طلبت من الخادم الأول أن يفتح فمه .. فأطاعها على الفور .. و على الفور أيضاً مدت  سارة  يدها دون خوف و دست في فمه كتلة من الملح !

و أغلق الخادم فمه و أبتلع الملح بسهولة .. و كذلك فعل الخادم الثاني .. و في هذه اللحظة سمعت سارة  صوت خطوات  هيوم  في الصالة الخارجية !

.......................

فتح هيوم دي لاس كارديراس باب منزله و دخل بهدوء .. غير عالم بما ينتظره بالداخل !

و في الداخل لم يكن هناك كما هو المفترض سوى زوجته و الخادمان .. و ثلاثتهم دجاجات مذعورة لا خطر منها .. فما الذي يمكن أن يخشاه هيوم الذي يمتلك قوة لا يدري بها أحد سوى بعض الضحايا !

و لكن  هيوم وجد أمامه ثلاثة أشخاص لا يهمهم في الدنيا سوى دق عنقه !

و هكذا أندفع الخادمين الذين عادت لعيونهم النظرات البشرية المعبرة و امتلأت بنظرات البغض و الحقد نحو هيوم المذعور الذي لا يكاد يصدق ما يراه .. كانا في حالة أقرب للتوحش و الرغبة في الافتراس .. و انهالا عليه ضرباً بعد أن حاصراه في الركن كالفأر ..

أصيب هيوم بالهلع و الذعر و لكنه لم يكن من النوع الهين الذي يغلب على أمره بسهولة .. بل أخذ يقاوم المعتدين و يرد الركلات و الضربات بمثلها .. و ظل هيوم  يقاوم و يقاوم حتى خارت قواه و أنهار على الأرض شبه ميت !

كانت سارة واقفة تتابع المشهد بذهول .. و لم تكد ترى هيوم يسقط أمامها حتى توجهت نحوه .. و بكل الغل الذي يعتمل داخلها ركلته بقدمها ركلة عنيفة في رقبته فتدفق الدم من فمه !

و لكن الخادمين كانا راغبين في المزيد من الانتقام .. لذلك انتزع أحدهما كيس الملح الذي ما يزال بحوزة  سارة من يدها .. و توجه نحو هيوم  الراقد على الأرض يئن برعب .. ثم أشار إلى زميله فأسرع هذا نحوه و امسك بالجسد الراقد على الأرض بقوة و كبله بيدين من حديد .. لقد قرر الخادمان الانتقام من معذبهما ليس بالقتل .. و لكن بما هو أقسى من القتل !

و بالفعل و وسط صراخ  هيوم اليائس و ذعر سارة  بدأ الخادمين يدفعان بحفنات من الملح في عيني هيوم اللتين أغرقتهما الدماء!

و أخذ  هيوم  يصرخ و يصرخ .. على حين فرت سارة  من المكان تاركة هيوم يتلقى جزاءه الوفاق !

........................

بعد شهر في باريس قررت سارة دي لاس كارديراس الفرار من المدينة لأنها تحس في كل خطوة تخطوها أنها مراقبة و أن هناك قوة مجهولة مخيفة تتربص بها !

كانت التجربة التي مرت بها  سارة  أفظع من أن تسمح لها بمواصلة حياتها بشكل طبيعي بعد ذلك .. فقد كرهت الرجال و الزواج و السحر و الدم و الملح و حتى الحب نفسه كرهته .. و هكذا قرت أن تهب نفسها للوحيد الذي لا يخدع ولا يكذب ولا يحول الناس لزومبيين .. قررت سارة ؛ بعد تفكير عميق ؛ أن تهب نفسها للرب !

و خلال أسبوع كانت قد انتقلت لدير معزول في قرية صغيرة و عاشت هناك آمنة و سعيدة !

و لكن مدام لاس كارديراس سابقاً لم تكن تعرف أن هناك كاهن أعمى شرير أقسم بآلهته الودونية أن يجوب العالم بحثاً عنها .. و ألا يهدأ حتى ينتقم منها !!

..................................إنتهت

تأليف:  منال عبد الحميد



ملاحظة
أرجو ألا يفهم أحد من القصة أعلاه إننا نعتقد بالفعل في وجود الزومبيين أو في قدرة سحرة الودونية ( أو الفودو ) على إحياء الموتى .. فنحن نعتقد كما يعتقد كل من يؤمن بالله أن الموت و الحياة إنما هما فقط بيد الله سبحانه و تعالى.

ظاهرة الزومبي
هناك بعض البشر يمتلكون بعض القدرات الغريبة .. ليس منها إحياء الموتى بالطبع ولكن ربما يكون بإمكان كهنة الودونية إعطاء ضحاياهم المختارين أنواع من الأدوية أو المستحضرات الغريبة التي تموه بمظاهر الموت و بعد ذلك يعطونهم شراباً آخر يلغي مفعول الشراب الأول و لكن يُبقي الضحية ( أو ما يطلقون عليه الزومبي ) تحت سيطرة الساحر .. و هذا هو أقرب الحلول للعقل .. و هذا أيضاً رأي كثير ممن درسوا هذه الظاهرة و منهم الكاتبة الأمريكية  زورا هيوستن  التي درست موضوع الزومبي بتمعن و كتبت تقول :

فكتبت تقول :
- " في الحقيقة , إذا تمكن العلماء من التعمق أكثر في معتقدات الفودو في هاييتي فسيجدون بعض الأسرار الطبية المحاطة بسرية كبيرة و التي لا تزال مجهولة و التي هي العامل الرئيسي في عملية تنشيط أو إعادة الحياة إلى الزومبي و ليس القوى الخارقة بالطبع كما يدعي رجال الدين الفوديين "

الزومبي ZOMBIE حسب اعتقادات ديانة الفودو VOODOO المنتشرة في اجزاء من افريقيا و البحر الكاريبي هو ما يمكن ان نطلق عليه اسم الميت الحي وهو شخص مات ثم تمت اعادة الحياة اليه أو هو شخص تمت سرقة روحه بواسطة قوى خارقة و وصفات طبية (عشبية) معينة وتم اجباره على اطاعة سيده طاعة عمياء. طبقا لعقيدة الفودو , فأن الميت يمكن اعادة الحياة اليه عن طريق كهنة الفودو وبواسطة استخدام السحر الاسود ويبقى الميت تحت سيطرة سيده الذي اعاده للحياة حيث يكون مسلوب الارادة.

و هناك الكثير من القصص عن الزومبي في الفلكلور الهاييتي ، فقد وجد البحثيين عدد لا يحصى من القصص عن اشخاص تم اعادتهم الى الحياة عن طريق الاسياد (علماء الدين في عقيدة الفودو ) ، وهؤلاء الزومبي (حسب القصص الفلكلورية) يكونون عبيد لأسيادهم بدون ارادة او وعي (بدون احاسيس كما في حالة المرضى النفسيين ) , ولا يكونون خطرين الا في حالة اطعامهم الملح حيث يستعيدون وعيهم و شعورهم.

ورغم الابحاث و الدراسات الكثيرة التي تناولت الموضوع الا انه يبقى من غير الممكن تكذيب او تصديق هذه القصص  يبقى جانب عدم التصديق هو الطاغي حيث يعتبر العلماء ان اعادة الحياة لميت هو امر مستحيل  كما ان السرية الكبيرة التي تحيط عقيدة الفودو VOODOO تجعل من الصعب التعرف على الطريقة الحقيقية في صياغة و صنع الانسان الزمبي والتي يعتقد انها تتم بواسطة مجموعة من العقاقير الطبية السرية حيث يرجح الكثير من العلماء ان عملية بناء الزومبي تنقسم الى مرحلتين: الاولى تكون بادخال الشخص الضحية (بعد ان يتم اختياره جيدا) في حالة شلل او لاوعي تام تشبه الموت عن طريق بعض العقاقير و من ثم اعادة الوعي لهذا الشخص (بعد ان يتم دفنه) عن طريق مجموعة اخرى من العقاقير.

- في عام 1937 وبينما كانت تبحث عن المواضيع الفلكلورية في هاييتي انتبهت زورا هيوستن وهي باحثة امريكية مهتمة بالفلكلور الى قضية امرأة باسم فليسيا مينتور والتي كانت قد ماتت و دفنت في عام 1907 في سن التاسعة و العشرين ، ولكن القرويين يدعون انهم رأوها تذرع الشوارع في مدينة دازي بعد 30 سنة على وفاتها ، كما شاهدوا قبلها العديد من الاشخاص الذين ماتوا و دفنوا ثم عادوا للحياة.

- جذبت هذه المشاهدات اهتمام هيوستن وجعلتها تتابع هذه الشائعات وتدرسها  وقد وصلت الى نتيجة مفادها ان هؤلاء الاشخاص (الزومبي) يكونون خاضعين الى تأثير مخدر قوي يؤثر في تصرفاتهم و يسلبهم الارادة، و لكنها لم تستطع العثور على اشخاص يمدونها بالمزيد من المعلومات عن هذه المخدرات او العقاقير التي تسبب ظاهرة الزومبي.

- في عام 1980 , ظهر شخص في قرية ريفية في هاييتي و ادعى ان اسمه هو كورليس نارسيز وهو شخص كان قد مات في احد المستشفيات الهاييتية عام 1962 و تم دفنه ، ادعى كورليس انه كان في وعيه ولكن مصاب بالشلل خلال موته السابق حتى انه رأى وجه الدكتور الذي غطى وجهه بالغطاء القماشي ليعلن موته.

ادعى كورليس بأن سيده اعاده الى الحياة و جعل منه زومبي، وبما ان المستشفى الذي مات فيه كورليس كان يحتفظ بمستندات و سجلات تؤكد مرض كورليس ووفاته عام 1962 فقد نظر له العلماء على انه تأكيد او اثبات لقصص الزومبي الهاييتية ، ولقد اجاب كورليس عن اسئلة عن عائلته و طفولته بحيث لا يمكن لأي شخص سواه معرفتها , حتى عائلته و الكثير من الناس تعرفوا عليه و تأكد لديهم بأنه زومبي اعيدت له الحياة. وقد خضعت حالة كورليس للدراسة والتحليل خلال الفترة 1982-1984 و كشفت للعلماء بعض اسرار عملية تحويل الشخص الى زومبي.

- في عام 1982 قام الباحث الفلكلوري ويد ديفز بالسفر الى هاييتي، وتبعا لمشاهداته وابحاثه (و منها حالة كورليس انفة الذكر) فقد ادعى ان عملية تحويل الشخص الى زومبي تتم عن طريق مسحوقين خاصين يدفعان الى جسم الضحية عن طريق احداث جرح في مجرى الدم , المسحوق الاول يسمى بالفرنسية COUP DE POUDRE , و يسبب للضحية حالة تشبه الموت عن طريق التيدرودوتاكسين TETRODOTOXIN وهو سم مميت فأستعمال كمية ضئيلة جدا منه سوف يسبب الشلل الشبيه بالموت للضحية لعدة ايام و في نفس الوقت لا يفقد الضحية وعيه والمسحوق الثاني هو HALLUCINOGENS وهو مخدر قوي يؤثر على النظام العصبي للضحية كالأنفعالات و المشاعر وهو الذي يستعمل في عملية تكوين او صياغة شخصية الزومبي بحيث يبدو بدون اية ارادة و يطيع سيده طاعة عمياء.

و قد قام ديفز بتقديم مجموعة من الدراسات و المشاهدات لدعم نظريته ، وقام بجمع مجموعة من المساحيق و عند تحليلها وجد بها بعض المواد الطبية التي تسبب حالة شبيهة بالموت عند استعمالها، وهناك الكثير من الناس ممن يؤيدون نضرية ديفز على انها التفسير الوحيد للزومبي ولكن هناك ايضا من ينتقدونها، وهناك الكثير من الدراسات الاخرى التي تناولت الزومبي لكن رغم هذا تبقى الية تحويل الشخص الى زومبي مجهولة بالنسبة للعلماء و ذلك لأن ديانة الفودو تحتوي على الكثير من الطقوس و النصوص السرية و التي يكون من الصعب جدا لشخص اجنبي الاطلاع عليها.

إعداد : منال عبد الحميد

قصص من إبداع منال عبد الحميد
- الماعز الشيطاني
- الابنة الثالثة عشرة
- أوريديان
- ليلة المرتفعات
- الرفيق
- أسطورة هاي
- رؤى القدر المحتوم
- سأعود إليك في الربيع

إقرأ أيضاً ...
- الزومبي : الموتى الأحياء
- عودة رجل بعد 8 سنوات على " موته "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق