| ترويها: زار - كندا |
أسكن مع عائلتي في العاصمة الكندية أوتاوا ، ومنذ أن كنت بعمر 9 سنوات بدأت رحلتي مع "صنهات" أو ملاكي الحارس ، أذكر أول مرة رأيته فيها، كان ذلك في فصل الصيف أثناء إنتقالنا للسكن في منزل جديد وواسع ويحوي حديقة خلفية كبيرة فيها 3 أشجار تحديداً ، كان منزلنا منعزل عن بقية المنازل في المنطقة إذ كان الطريق ينتهي عنده .
في ذلك اليوم كنت ألهو مع أخواتي فندور حول المنزل الجديد بعد ما انتهى أهلي من تنزيل الأثاث فشربوا العصير داخل الصالة بينما بقي دولاب (خزانة) التلفزيون في الحديقة الخلفية حيث لم يركب بعد ، كنا نتسابق مع أخواتي الذين لم أستطع مجاراتهم فكنت آخرهم ، وفجأة لمحت أحداً يرتدي سواداً ويتكأ على الدولاب ، لكن لما نظرت مجددا ًلم أعد أراه .
مرت الأيام فكنت صباحاً بمفردي في الحديقة الخلفية أتأرجح على الأرجوحة المعلقة على غصن شجرة فأحسست فجأة بأن أحداً يدفع أرجوحتي بلطف ويأرجحني فنظرت خلفي ورأيت شاباً قدرت أن عمره يقل عن 25 سنة فابتسم لي وقال لي : " مرحباً " ، فخفت ونزلت من الأرجوحة بقوة فوقعت على الأرض وتأذت ركبتي اليمنى ، وقال لي :" هل أنت بخير ؟ " ، لكنني لم أرد عليه وصرخت منادية أمي التي كانت في المطبخ ، حيث كانت نافذة المطبخ تطل على الحديقة الخلفية ، فجاءت أمي مسرعة وقالت لي :" لماذا أوقعت نفسك ؟ " ، فقلت : " شخص غريب دفعني " ، فقالت أمي :" لكن لا يوجد هنا !"، ولما طالعت لم أجد غيرنا في الحديقة ، وبعدها في العصر كنت جالسة في غرفتي أقرأ كتاب لأن المطالعة من هواياتي ، فغفوت قليلاً واستيقظت لإحساسي بالبرد فقمت بسحب الغطاء لكنني وجدته ثقيلاً ولما فتحت عيوني كان هو جالس عليه ، وقتها خالجني إحساس غريب بالطمأنينة إذ لم أرتعب منه، نظرت إليه فابتسم لي وقال : " لا تخافي ... كيف حال ركبتك ؟ " ، فأجبت : "بخير"، وقال لي : " لا تخافي أنا ملاكك الحارس ، ولا أحد غيرك يستطيع رؤيتي" ، ابتسمت وقلت : " عن جد ؟ "، قال لي : " نعم ..وإسمي صنهات"، ومن يومها أصبح يرافقني يومياً ، في فرحي وحزني وفي كل الأوقات، ووكنت دائماً أخبر أهلي عنه ، ولما كبرت عرفت أن لدى الأطفال في هذا السن ما يسمى بـ الصديق الوهمي Imaginary Friend فاحترت في أمر (صنهات) ، هل كان فعلاً ملاك حارس أم هو صديق وهمي ؟!، وما هو الفرق بينهما ؟ ، لأن الأمر مستمر معي للآن وللقصة بقية ، ويجدر بالذكر أن صنهات يتكلم معي دائماً بـ العربية الفصحى .
ترويها زارا (23 سنة) - كندا
تعقيب كمال غزال
لو افترضنا أن "صنهات" الوارد ذكره في هذه التجربة ملاكاً حارساً ، فيجدر به أن يكون منقذاً لصاحبة التجربة ويحميها من الوقوع في دائرة الخطر ، ولكن ما وجدناه من قصة الأرجوحة أنه على العكس من ذلك هو من تسبب في وقوعها على الأرض بعد أن أخافها وجوده ، ولا نعتقد أن اطمئنانه على حالها بعد وقوعها من صفات الملاك الحارس ،إضافة إلى ذلك الملاك الحارس هو اعتقاد شائع في الغرب وظهوره في حياة الأشخاص بحسب تجاربهم نادر الحدوث فهو يأتي في لحظة الخطر فقط ليؤدي مهمة الإنقاذ فلا يعود له أثر بعد ذلك. ولكن مما نراه من التجربة أعلاه أنه بقي ملازماً لها ، لذلك نرجح فرضية الصديق الوهمي ، فإذا كانت الفرضية الاخيرة صادقة عندئذ على صاحبة التجربة أخذ استشارة العيادة النفسية في اقرب فرصة خصوصاً أنها في بلد يهتم بالرعاية النفسية ، وأطباء النفس يحذرون من استمرار حالة الصديق الوهمي في سن البلوغ لأنها تحصل عادة في سنين الطفولة بشكل طبيعي وعلى الوالدين أن لا يقلقا منها لأنها تعبر عن حاجة الطفل في إشباع خياله وروابطه الإجتماعية.
ولكن ربما يكون هناك تفسير آخر يتعلق بحادثة وقوعها من الأرجوحة تأذى فيها الدماغ أو الذاكرة ولم يكن ملاحظ ظاهرياً فجاءت تلك الخيالات وعندئذ يكون إجراء تصوير وتخطيط كهربائي للدماغ مطلوباً. ومع ذلك قد تكون هناك تفسيرات أخرى مبنية على معتقدات الجن .
مواضيع ذات صلة...
- الصديق التخيلي
- الملاك الحارس
- تحقيقات وتحليلات : فيديو الكيان المنقذ
تجارب واقعية
- وصال
- عمو زغلول واللعب مع المجهول
- تجارب واقعية : السقوط الغامض
- من خلف الباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق