لماذا انقرضت الديناصورات ؟
الحيوانات الاكبر التى عاشت على ظهر كوكبنا قرابة 160 مليون عام ، لتنقرض بصورة مفاجئة قبل 65 مليون سنة ؛ وضع العلماء العديد من الفرضيات حول سبب اختفائها المفاجىء أما اليوم ، فالدراسات العلمية تؤكد ان السبب الارجح واحد : كويكب ضخم اصطدم بالارض .
الانقراض السريع لاعداد كبيرة جدا من الحيوانات الكبيرة الحجم (مقارنة بما هو موجود اليوم ) أثار فضول علماء المتحجرات والمتخصصين فى مجال التطور البيولوجى خلال العقود الماضية ... وكانت الفرضيات الأكثر شيوعا فى الوسط العلمى هى : 1 - عدم قدرة تلك الكائنات على التأقلم مع الظروف المناخية المتغيرة 2 - اصطدام كويكب كبير نسبيا بالأرض و 3 - الثورات البركانية التى استمرت قرابة مليون ونصف المليون عام فى المنطقة المعروفة اليوم ب Deccan Traps فى الهند .
ما يتوجب علينا معرفته هو ان الأحداث التى أدت الى انقراض الديناصورات لم تؤد الى موت كافة الآنواع الحيوانية ؛ بل تمكن بعضها من النجاة مثل القورات Omnivores ( وهى الحيوانات التى تتغذى على اللحوم والنباتات والذى يعد طائر الغراب أحد انواعها اليوم ) واّكلات الحشرات Insectivores ( التى تعتبر الضفادع والسحالى منها ) والحيوانات اّكلة الجيف Carrion ( التى تعتبر سحلية تنين كومودو احداها ).
اليوم ، لمعرفة ماسبّب ذلك الحدث ، قامت لجنة مكونة من 41 عالما من الولايات المتحدة والمكسيك وكندا واليابان ودول اوروبية بمراجعة الابحاث التى تمت خلال السنوات العشرين الماضية وذلك من اجل تاكيد سبب انقراض الديناصورات فيما يطلق عليه العلماء " انقراض العصر الطباشيرى الثلاثى " .
الدراسة الجديدة والتى نشرتها مجلة Science وجدت ان كويكبا يصل عرضه الى 15 كيلومترا اصطدم بالآرض فى المنطقة التى تقع اليوم فى دولة المكسيك هو الذى كان المسؤول عن ذلك الحدث المخيف...( نحن الان على ثقة من ان كويكبا كان وراء الانقراض... هذا أدى الى حدوث حرائق كبيرة وزلازل زادت قوتها عن عشر درجات على مقياس ريختر وانجرافات قارية أدت الى تشكل موجات تسونامى ) هذا ما قالته جوانا مورغان من جامعة Imperial college London و احدى مسؤولى البحث .
يعتقد ان الكويكب ضرب الآرض بقوة تزيد مليار مرة عن قوة القنبلة الذرية التى ألقيت على هيروشيما. .. وهو ما أدى الى صعود مواد من سطح الآرض الى الغلاف الجوى بفعل الاصطدام متسببة فى احلال الظلمة على الكوكب والدخول فى شتاء كلى ؛ ( مؤديا الى انقراض جميع أنواع الكائنات التى لم تتمكن من التأقلم مع تلك البيئة الجهنمية ) هذا ما أكدته مورغان .
ورغم أن الدلائل تشير الى نشاطات بركانية فى الهند فى الآعوام الخمسمئة ألف التى سبقت الانقراض ، الا ان التغيرات التى طرأت بسببها على الحياة البحرية والنظم الايكولوجية كانت طفيفة ، مايعنى ان تلك النشاطات لم تكن السبب الرئيسى فيما حدث.
غاريث كولنز ، من جامعة امبيريال كوليدج لندن واحد القائمين على البحث ، يقول انه رغم كون أحداث ذلك اليوم كارثية بالنسبة للديناصورات ؛ الا انها كانت أخبارا سارة للثدييات ؛ وهو ما مهد الطريق أمام عملية التطور التى أوصلت الانسان الى ان يصبح النوع المسيطر من بين كافة الكائنات الحية على كوكبنا .
المصدر : مجلة آفاق العلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق