منذ أيام وتحديداً في يوم السبت 12 ديسمبر الماضي تجمع حشد من الناس لمشاهدة ما يزعم أنه تجسد نوراني للسيدة العذراء وذلك في منارة كنيسة العذراء في منطقة الوراق، حيث زُعم تجليها على القبة بشكل نوراني وظهور الكائنات الروحانية التي تتمثل في طيور الحمام والحديث عن معجزات الشفاء لمن حضروا هذا المشهد. لم تكن هذه المرة الأولى في مصر إذ تكرر الظهور المزعوم للسيدة العذراء في الماضي لأكثر من مرة وبطريقة مشابهة مع اختلاف الأماكن، وذلك في عام 1968 على منارة كنيسة العذراء في حي الزيتون، وعام 1986 على منارة القديسة دميانة في شبرا وعام 1992 في دير العذراء بمدينة أسيوط.
- اختلفت آراء الناس بشأن تلك الظاهرة فمنهم من يعتقد بأنها معجزة إلهية وفسرها بعض الباحثين على أنها إشعاع تسببه الكهرباء الساكنة في ظروف جوية مناسبة وهو ما يعرف إصطلاحياً بـ نيران سانت إلمو (إقرا عن ذلك هنا)، بالإضافة إلى رأي ثالث عبر عنه بعض المثقفين الأقباط والقائمين على الكنيسة ونشرته جريدة ا لمصريون في موقعها الإلكتروني مؤخراً ، ونورد في السطور التالية ما جاء في ذلك الرأي:
- أجمع مثقفون أقباط على أن هناك دلالات للظهور المزعوم للسيدة العذراء على منارة كنيسة العذراء بالوراق، ومن بينها دلالة "سياسية"، مؤكدين أنه ليس ظهورًا بالمعنى المعروف، فكل من يوقن بشيء يصدقه ويراه و يسمعه وربما يناجيه. وفسّر الباحث والكاتب الدكتور رفيق حبيب، الظهور المزعوم للسيدة مريم العذراء بأنه ذو دلالة تعكس الحاجة للإحساس بالدعم الروحي والمعنوي من قبل الجماعة القبطية عموماً، أو طائفة من طوائفها، في إشارة إلى الكنيسة الأرثوذكسية التي أشاعت ظهور العذراء رغم تكذيب ذلك من الطوائف المسيحية الأخرى، بل ومن مصادر بالكنيسة ذاتها. وقال حبيب في تعليق لـ "المصريون" إن الجماعة المسيحية تنظر إلى هذا الظهور المزعوم بأن هناك يدًا من السماء تسندها، وإن هذا يؤكد حاجة الجماعة القبطية للشعور بهذا الدعم المعنوي وإن لديها شعورا ما بالأزمة أو بالمعاناة، وتترجم هذا الاحتياج بدعم معنوي تعتقد أنه يأتيها من السماء. وتابع: الظهور دومًا مرتبط بأزمة تمر بها الجماعة القبطية أكثر منها أزمة عامة تخص المجتمع ككل، ويأتي الظهور استجابة لها لتخفيف وطأة الأزمة، وهي ظاهرة قبطية المنشأ في الأصل، وفي رأيه فأساس المعجزة إيمان وقناعة شخصية، من يراها ويشهدها هو الذي يؤمن بالمعجزة وإمكانية حدوثها والكنيسة لا تحب أن تؤيد سريعًا وهي تخشى أن تجرح مشاعر الناس الطيبة ولذا تظهر حذرة في تصريحاتها.
- واعتبر حبيب وهو مفكر مصري من الطائفة الإنجيلية، أن الظاهرة واحدة من تجليات ظاهرة التدين في مصر والتي يصاحبها إقامة نوع من التواصل مع القديسين والأولياء الصالحين، وطلب الحصول على الدعم المعنوي أو طلب المعجزة، وحادثة الظهور المزعوم للعذراء مريم نابعة من تصورات وأفكار الجماعة القبطية. وعلى النقيض اعتبرت قيادات الطائفة الإنجيلية، الحديث عن ظهور العذراء فوق كنيسة الوراق "خرافة تضحك بها الكنيسة الأرثوذكسية على البلهاء"، مؤكدة أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، وهذا ما تؤكده المقاطع المصورة التي تم التقاطها إبان "ظهور مجرد ضوء باهر أو فلاشات قوية بواسطة ليزر" (شاهد الفيديو في الأسفل).
- لكن حبيب يفسر ذلك بأن الكنيسة الرسمية الأرثوذكسية تؤمن بأن عصر المعجزات لا يزال مستمراً وأن المعجزة تحدث وهى توثقها وتتأكد منها ثم تعلن رسمياً أنها حدثت، والمعجزة في التفكير المسيحي هي إظهار إرادة الله ونعمة ومساندته للمسيحي. من جهته، قال أكرم حبيب الباحث القبطي ومدير تحرير مجلة "مدارس الأحد " إن هذا الأمر يدلل على أزمة اجتماعية متأصلة بالمجتمع المصري، ومن يؤيد حقيقة الظهور يدعي القول إنه تأييد من السماء للأزمة التي يمر بها المجتمع، وألمح إلى أن الأمر له دلالة سياسية، فلا يوجد مساحة ما للجوانب الروحية ليس لها بعد اجتماعي أو سياسي، ويكفي إحساس الأقباط بشعور ما "سلبي" في أحداث فرشوط. وأضاف: الإقبال على الظهور في حد ذاته له دلالة اجتماعية واضحة على تعطش من المجتمع لتدخل السماء لحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشونها.
- بدوره، يرى كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط أن الشغب الحادث والتدافع يعطي انطباعاً بأن هناك احتياجاً للعدالة ويشير إلى القصور في آليات الاجتماع إلى رأي الشارع، فالشعب لايجد من يسمعه أنينه في الأرض فيذهب إلى السماء ومجرد التواصل مع السماء بالنسبة للأقباط يشعرهم بالأمان.
شاهد الفيديو
هذا الفيديو سجله أحد الحاضرين ونشره حيث كان التقطه في كنيسة العذراء في منطقة الوراق ولكن للأسف بدقة منخفضة وربما كانت بواسطة كاميرا الهاتف المحمول.
المصدر
- جريدة "المصريون" الإلكترونية
- اختلفت آراء الناس بشأن تلك الظاهرة فمنهم من يعتقد بأنها معجزة إلهية وفسرها بعض الباحثين على أنها إشعاع تسببه الكهرباء الساكنة في ظروف جوية مناسبة وهو ما يعرف إصطلاحياً بـ نيران سانت إلمو (إقرا عن ذلك هنا)، بالإضافة إلى رأي ثالث عبر عنه بعض المثقفين الأقباط والقائمين على الكنيسة ونشرته جريدة ا لمصريون في موقعها الإلكتروني مؤخراً ، ونورد في السطور التالية ما جاء في ذلك الرأي:
- أجمع مثقفون أقباط على أن هناك دلالات للظهور المزعوم للسيدة العذراء على منارة كنيسة العذراء بالوراق، ومن بينها دلالة "سياسية"، مؤكدين أنه ليس ظهورًا بالمعنى المعروف، فكل من يوقن بشيء يصدقه ويراه و يسمعه وربما يناجيه. وفسّر الباحث والكاتب الدكتور رفيق حبيب، الظهور المزعوم للسيدة مريم العذراء بأنه ذو دلالة تعكس الحاجة للإحساس بالدعم الروحي والمعنوي من قبل الجماعة القبطية عموماً، أو طائفة من طوائفها، في إشارة إلى الكنيسة الأرثوذكسية التي أشاعت ظهور العذراء رغم تكذيب ذلك من الطوائف المسيحية الأخرى، بل ومن مصادر بالكنيسة ذاتها. وقال حبيب في تعليق لـ "المصريون" إن الجماعة المسيحية تنظر إلى هذا الظهور المزعوم بأن هناك يدًا من السماء تسندها، وإن هذا يؤكد حاجة الجماعة القبطية للشعور بهذا الدعم المعنوي وإن لديها شعورا ما بالأزمة أو بالمعاناة، وتترجم هذا الاحتياج بدعم معنوي تعتقد أنه يأتيها من السماء. وتابع: الظهور دومًا مرتبط بأزمة تمر بها الجماعة القبطية أكثر منها أزمة عامة تخص المجتمع ككل، ويأتي الظهور استجابة لها لتخفيف وطأة الأزمة، وهي ظاهرة قبطية المنشأ في الأصل، وفي رأيه فأساس المعجزة إيمان وقناعة شخصية، من يراها ويشهدها هو الذي يؤمن بالمعجزة وإمكانية حدوثها والكنيسة لا تحب أن تؤيد سريعًا وهي تخشى أن تجرح مشاعر الناس الطيبة ولذا تظهر حذرة في تصريحاتها.
- واعتبر حبيب وهو مفكر مصري من الطائفة الإنجيلية، أن الظاهرة واحدة من تجليات ظاهرة التدين في مصر والتي يصاحبها إقامة نوع من التواصل مع القديسين والأولياء الصالحين، وطلب الحصول على الدعم المعنوي أو طلب المعجزة، وحادثة الظهور المزعوم للعذراء مريم نابعة من تصورات وأفكار الجماعة القبطية. وعلى النقيض اعتبرت قيادات الطائفة الإنجيلية، الحديث عن ظهور العذراء فوق كنيسة الوراق "خرافة تضحك بها الكنيسة الأرثوذكسية على البلهاء"، مؤكدة أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، وهذا ما تؤكده المقاطع المصورة التي تم التقاطها إبان "ظهور مجرد ضوء باهر أو فلاشات قوية بواسطة ليزر" (شاهد الفيديو في الأسفل).
- لكن حبيب يفسر ذلك بأن الكنيسة الرسمية الأرثوذكسية تؤمن بأن عصر المعجزات لا يزال مستمراً وأن المعجزة تحدث وهى توثقها وتتأكد منها ثم تعلن رسمياً أنها حدثت، والمعجزة في التفكير المسيحي هي إظهار إرادة الله ونعمة ومساندته للمسيحي. من جهته، قال أكرم حبيب الباحث القبطي ومدير تحرير مجلة "مدارس الأحد " إن هذا الأمر يدلل على أزمة اجتماعية متأصلة بالمجتمع المصري، ومن يؤيد حقيقة الظهور يدعي القول إنه تأييد من السماء للأزمة التي يمر بها المجتمع، وألمح إلى أن الأمر له دلالة سياسية، فلا يوجد مساحة ما للجوانب الروحية ليس لها بعد اجتماعي أو سياسي، ويكفي إحساس الأقباط بشعور ما "سلبي" في أحداث فرشوط. وأضاف: الإقبال على الظهور في حد ذاته له دلالة اجتماعية واضحة على تعطش من المجتمع لتدخل السماء لحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشونها.
- بدوره، يرى كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط أن الشغب الحادث والتدافع يعطي انطباعاً بأن هناك احتياجاً للعدالة ويشير إلى القصور في آليات الاجتماع إلى رأي الشارع، فالشعب لايجد من يسمعه أنينه في الأرض فيذهب إلى السماء ومجرد التواصل مع السماء بالنسبة للأقباط يشعرهم بالأمان.
شاهد الفيديو
هذا الفيديو سجله أحد الحاضرين ونشره حيث كان التقطه في كنيسة العذراء في منطقة الوراق ولكن للأسف بدقة منخفضة وربما كانت بواسطة كاميرا الهاتف المحمول.
المصدر
- جريدة "المصريون" الإلكترونية
إقرأ أيضاً ...
- تجلي السيدة العذراء في مصر- هل نيران سانت إلمو وراء تجلي السيدة العذراء ؟- تمثال العذراء الباكي- التماثيل المتحركة في أيرلندا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق