يرويها حسن (14 سنة) |
انتقلنا للعيش في شقة تقع في مدينة طهطا في محافظة سوهاج - مصر نظراً لظرف عمل أبي الذي كان يخدم في الصعيد كضابط شرطة هناك، كنت في الـ 5 من عمري ومنذ انتقالنا وأنا أشعر بنوع من القلق الذي أجهل مصدره ، فبعد أن مكثنا فيها مدة شهر تقريباً بدأت أشعر بأن شيئاً يلمسني ، فأخبرت أمي بذلك وردت علي :" يا حبيبي .. طول ما احنا بنصلي و بنشغل القرآن في البيت مفيش حاجه ح تقربلك "، أشعرتني كلماتها بالطمأنينة لكن إلى حين .
ومع مرور الأيام تطور الأمر معي وبدأت أحس بأن شيئاً يناديني واستمر ذلك إلى حد أنني بدأت أشعر بأنه يعانقني فأخبرت أبواي فضحكا ومع ذلك كانا يشعران بأن هناك ما يثير الريبة في الشقة واعتقدت أنهما ضحكا لكي لا أخاف.
كانت تأتيني دائماً أحلام مخيفة وأرى أشياء في الشقة كمرور أشباح إلى درجة أنه أصبح أمر اعتيادي بالنسبة لي ، لكن في أحد المرات كنت أمشي في الشقة ليلاً فرأيت شيئاً يقف في الظلام ويرتدي جلباباً يشبه جلباب أبي فناديته : " بابا .. ؟! "، فلم يرد ، فنظرت إليه مؤكداً فخالجني إحساس غريب ومن ثم استدار نحوي ، كان شكل هذا "الشبح" مريباً لي ، فقلت صائحاً مرة أخرى : " بابا ؟ "، ثم لم أشعر بنفسي ، فقد أغمي علي ولم أصحو إلا على وجه أمي و هي قلقة تقول لي : " مالك يا حسن ! "، فقلت لها باكياً : " شفت عفريت يا ماما ! " ، وجاء أبي ليقرأ علي سورة الكرسي ، ثم غلبني النعاس ونمت ، ثم استيقظت مرة أخرى على صوت أمي وهي تطلب من أبي الإنتقال من هذه الشقة لئلا يصيب أولادها أي عقد نفسية ، فرد عليها أبي : " ربنا يسهل... بس انت شغلي قرآن كتير في البيت و ح نبقى كويسين "، فعلمت حينها بأن هذا الأمر حقيقي وجاد وليس أوهام مني ، مما أثار قلقي أكثر و كنت كل ليلة أظل خائفاً على الفراش حتى يأتيني النوم ، استمر هذا الحال معي إلى أن انتهى مع قرار الرحيل عن هذه الشقة.
- وفي شتاء عام 2012 وعندما أصبحت بعمر 13 سنة حدثت أمور أخرى ، ففي أحد الليالي كنت نائماً فسمعت صوت حركة في غرفتي فظننت بأنها القطة فقلت صائحاً : " بسسس اطلع بره ! "، لكنني في هذه اللحظة شعرت بنفس الشعور الذي كنت أشعر به لما كنت بعمر 5 سنوات ، ولما أضأت نور الغرفة رأيت شيء كان يظهر لي شيئاً فشيئاً حتى اكتمل ظهور كل جسده فقلت خائفاً وبصوت عال : " بسم الله الرحمن الرحيم ! "، ثم سألته : " من أنت ؟! " ، فقال لي : " لا تخف.. أنا مسالم " ، فقلت له : " مين أنت و عايز أيه !" ، فقال :" أريدك في شيء خير يا أخي ، فلا تهلع "، فالتقطت مسرعاً المصحف وقرأت منه سوره الجن فإذا بي أراه يجلس بجانبي ومن شدة خوفي أخطأت في القراءة فصحح لي ، فلزمت الصمت لبرهة ومن ثم سألته بارتباك :" من أنت ؟ "، فقال لي :" عبد من عباد الله "، فقلت : " آه ... منا عارف.. يعني مين ؟! "، فقال : " شخص يحب الله و الإسلام " ، فقلت صائحاً : " آه ... منا عارف أنك مسلم.. أنت مين بقى ؟ " ، فقال لي : " ليس مهم .. لكني أريدك في شيء مهم " ، فجلس يتحدث معي و ظل على هذا الحال كل يوم ثم غاب !
ولم يأت إلا بعد مرور 10 أو 9 أيام فسألته :" ليه اتأخرت المدة الطويلة دي " ، فلم يرد ، فرأيت ولد صغير يشبهه وأتى معه ، فقلت : " و مين ده بقى ؟ " ، فقال لي : " هذا ولدي " ، فقلت له : " بالسرعة دي ؟! .. أنا معرفش أنك متجوز عشان تخلف " ، فقال لي : " احنا كده بنخلف بسرعة " ، فقلت : " أيوا.. بس أنتم مين .. ده السؤال اللي نفسي أسألهولك من زمان " ، فقال لي : " لا يهم .. أنا جئت الآن لكي أودعك " ، فقلت له : " ليه ؟! .. رايح فين ؟! " ومن ثم تلاشى من دون أن يجيب.
يرويها حسن (14 سنة) - مصر
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
إقرأ أيضاً ...
- هوشع
- العجوز ديامه
- نورس
- صنهات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق