ترويها : راتا (20 سنة) |
أخبرتني أمي بحادثة غريبة حصلت معها ما بين عامي 1985 و 1990 وذلك قبل ولادتي ، آنذاك كانت أمي شابة في الـعشرينات من عمرها وتسكن في مدينة بيدوا في الصومال .
حدث هذا حينما كانت أمي عائدة من السوق في وقت بعد العصر وقبل المغرب بعد أن اشترت الحليب ، وبينما هي تسير رأت مشهداً أثار دهشتها للغاية وجمدها في مكانها ، إذ رأت امرأة تقف تحت إحدى الأشجار وهي عارية ومعها دلو ، كانت تصب الماء على شعرها وجسمها كما لو كانت تستحم بكل هدوء ، وكان أول سؤال تبادر إلى ذهنها " كيف لها أن تستحم في الشارع ؟ "، ولما نظرت أمي مرة أخرى لم تلاحظ وجود أي أثر لملابس هذه الفتاة حولها مما زاد في دهشتها ، كما أنها لم تلاحظ عند نظرها إليها مجدداً أي ملامح مشاعر على وجهها من حزن أو فرح ، حتى أنها لم تكن تبتسم ، ولما نظرت أمي إلى الأرض (أسفل قدمي الفتاة) وجدتها جافة !، ولم تلاحظ أن لها ظل في وقت مثل هذا !وهنا شعرت بالصدمة ، وحينما حاولت النظر إليها مرة مجدداً كانت قد اختفت ، فركضت امي خائفة وعادت إلى المنزل وأخبرت أمها بذلك ، وقالت لها أمها : "إن الجن يستظلون تحت ظلال الأشجار في مثل هذه الاوقات ".
فهل ذلك صحيح ؟ وهل ما رأته أمي جن حقاً ؟ ومهما يكن لماذا لم ترهم قبل ذلك اليوم ؟ فهي كما أخبرتني كانت تمر من هناك كل يوم في نفس الوقت ؟
ترويها راتا ( 20 سنة ) - كندا
أسئلة وإجابات
طرح كمال غزال عدد من الأسئلة على الرواية عسى أن يساعده ذلك على تحليل تجربة والدتها أو دراسة فرضيات التفسير وكانت الإجابات كما يلي :
1- هل سبق أن عانت أمك من آثار الصداع النصفي (شقيقة ) ؟
لا ليس لديها صداع نصفي او شقيقة.
2- هل كانت أمك مجهدة خلال عودتها من السوق ، بسبب قلة النوم مثلاً ؟
لا لم تكن مجهدة كانت فقط قد اشترت الحليب فقط ، يعني لم تتسوق ذهبت الى محل واحد يبيع الحليب ورجعت كذلك لم تكن تعاني من قلة نوم بحسب قولها.
3- هل كانت في ذلك الوقت تتناول أدوية ؟ وممكن تحددي هذه الأدوية ؟
لا لم تكن تتناول ادوية قط بما فيها البنادول .
6- ما هي علاقة أمك مع تأثير أشعة الشمس بالتحديد ؟ وهل لديها أحداث أخرى ترويها عن ذلك التأثير ؟
لم افهم علاقة أمي بتأثير الشمس ، لكن ليس لديها مشاكل مع الشمس أو الحر كونها تعيش الان في السعودية ولم تشتكي يوماً من الحر بل على العكس دائما تشعر بالبرد ، لم ارها يوما تشعر بالحر في عز الصيف.
7- هل تعاني أمك من أمراض معينة أو حالات رهاب (خوف) بدون سبب ؟ يرجى ذكرها.
- لا تعاني من أي حالات رهاب.
8- هل تعتقد أمك بأن لديها مس ؟
أحب اضيف شيء لعله يساعد في تحليل القضية، أمي كانت دائما تقول أن بها مس وكانت مؤمنة بهذا الشيء دائماً ، حتى أن أبي ذات مرة أخذها الى شيخ معالج وكان هناك نساء كثيرات عنده، وعندما قرأ عليهن من الآيات القرآنية استفرغ بعضهن وأخريات كن يضربن أنفسهن بالجدار ويصرخن ، بينما أمي لم تحرك ساكناً ، كانت عادية ولم تعاني من أي اثر ، فقط صداع خفيف انتابها.
فرضيات التفسير - كمال غزال
هذه الفرضيات مبنية على إحتمال صدق ما أرسلته الراوية من التجربة بالإضافة إلى دقتها في الإجابة.
1- هلوسة سويقية
بعيداً عن المعتقدات حول الجن ومع استبعاد تأثر الأم بأي شكل من الادوية أو الإجهاد أو الصداع النصفي ، وإذا نظرنا لوقائع التجربة والإجابات ، نجد أن الأم ربما كانت ضحية تقاطع إشارات في المخ جعلها ترى صور ذهنية غير موجودة أمامها أو ما يسمى "هلوسة بصرية" وإن كان بشكل مؤقت ، ويمكن أن يحصل هذا لأي شخص سليم ذهنياً ، حدث خلال عودتها من السوق وفي وقت الغسق خصوصاً (ما بين العصر والمغرب) وكما نعلم أن هناك نوع نادر من الهلوسة يدعى الهلوسة السويقية :
وتحدث الهلوسات السويقية Peduncular Hallucinosis ( نوع من الهلوسة البصرية ومتلازمة عصبية نادرة) عادة في المساء (عند حدوث الغسق مثلاً) وحينما يكون الشخص في حالة يقظة تامة ويرجع سببها إلى حدوث قصر (تماس) في الدارة بالقرب من منطقة جذع الدماغ ، وسميت بـ "السويقية" لأنها تحدث عند سويقات الدماغ. وترجع أول حالة موثقة عن الهلوسة السويقية إلى عام 1922 حيث كانت امرأة بعمر 72 عاماً ترى أناساً وأطفالاً يرتدون ثياباً ملونة عند فترة الغسق. وكانت تلك الهلوسات تحدث في حالة الوعي العادية.
وهذه الفرضة مرجحة.
إقرأ المزيد عن الهلوسة
2- تأثير الجن
إذا افترضنا أن للجن هذا التأثير الكبير على العقل فيما يراه أويسمعه فلماذا لم تتكرر الحادثة مع صاحبة التجربة التي تعتقد أن بها مس والذي لم يثبت مع الشيخ المعالج حسبما تقول ؟ والسؤال هنا ، لماذا تعتقد أن بها مس ؟ هل هناك أمور أو أحداث أخرى واحتفظت بها صاحبة التجربة لنفسها ؟
نستبعد هذه الفرضية أيضاً لأننا لم نحصل على إجابات بخصوص التساؤلات أعلاه.
3- تداخل زمكاني
هل يمكن أن تكون الفتاة العارية التي تستحم مشهداً زمكاني من عالم آخر ولسبب ما ظهر في عالمنا أو تداخل معه ؟ وهذا يطرح سؤال آخر .. لماذا لم يراه آخرون إن كان هذا صحيحاً ؟
بعض الباحثين في مشاهدة الأجسام الطائرة المجهولة يميلون لهذه الفرضية ولذلك يبررون عدم وجود دليل حسي على وجود الأطباق الطائرة أو التقاط أياً منها رغم العدد الضخم من التقارير والصور حول مشاهدتها .
ونستبعد كذلك هذه الفرضية الإستثنائية لعدم توفر شهود آخرين.
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
إقرأ أيضاً ...
- الهلوسة
- تجارب واقعية: مهمة إنساجنية في لوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق