يرويها سيد (55 سنة) |
كنت مجنداً في الجيش المصري ، وفي أحد الأيام أوكلت إلي مهمة (مأمورية) في إحدى المناطق الصحراوية في السويس ، فذهبت إلى وحدة التابعة للجيش هناك وكان من المفروض أن أنهي المهمة في ظرف 6 أيام على أن أعود في نفس اليوم من الأسبوع الذي ذهبت فيه إلى هذه الوحدة ، آنذاك لم أجد مكاناً خالياً أنام فيه إلا الخلاء في الجبل الممتد ، فشكوت إلى أحد الجنود الذي كان صديقاً معي في الجامعة المصرية فأشار إلي لأنام حيثما أريد ، ونظر إلي نظرة أحسست منها أشياء لم أفهمها ثم تركني وذهب .
وعلى مرمى البصر وجدت مبنى صغير ، كان عبارة عن غرفة صغيرة لها باب واحد ونافذتين مغلقتين ، فسألت أحد الصولات (رتبة مساعد) إن كان يمكنني النوم فى تلك الغرفة، فنظر إلي ضاحكاً وقال : " إن كنت عاوز تنام ..روح نام هناك "، ثم تركني وذهب ، فسرت فى الصحراء مدة تقارب 10 دقائق إلى حين وصلت هناك وكان ذلك بعد غروب الشمس ثم فتحت الباب ودخلت فلم أجد إلا لفافة كبيرة بها بطانيتين ففرشت أحدهما على الارض ووضعت الثانية على جسمي ورحت في نوم عميق .
وبعد إنقضاء مدة لا أذكرها من الوقت وجدت جندياً يوقظني بعنف ويقول لي :" اقعد ...لا تنم "، فجلست يغالبني النوم وهو يوقظني بشكل دائم حتى استيقظت تماماً وقال لي : " اسكت ..واستمع الى المحكمة والحكم "، فوجدت مجموعة من الضباط دخلوا الغرفة ووضع مجموعة من الجنود أمامهم منصة كبيرة ونصبوا قفصاً ووضعوا فيه احد الجنود وهو يبكي بكاء شديداً ويقول :" انا لم ارجع "، فصاح فيه احد الضباط الجالسين لكي يسكت وأخذ ضابطاً تلو الآخر يتلو حكماً على هذا الجندي ، كل هذا وانا متيقظ تماماً وكنت احس ببرودة شديدة في جسدي رغم أننا كنا في الصيف ، وصدر حكم بإعدام هذا الجندي ، فأخذه الجندي (الذي كان يوقظني) إلى ركن الغرفة والتقط بندقية آلية ثم أفرغ فيه طلقات كثيرة، وأعتقد أنها كانت كل ما هو كان موجوداً في خزانة البندقية ، ثم انصرفوا جميعاً واخذوا معهم الجثة ولم أجد نقطة دم واحدة على الارض !، حدث كل هذا أمامي وفي ضوء خفيت من مصباح صغير كان معلق في سقف الغرفة ، ثم انتابتني صدمة من الهلع والخوف الشديد فقدت معها الوعي، وفي الصباح استيقظت وخرجت من الغرفة وأنا في حالة من الإعياء الشديد ، وقررت بأن لا أخبر أحداً حتى لا اأكون محط سخرية واستهجان من الجنود ، وأكملت يومي .
وعند الغروب لم يكن أمامي سوى العودة مجدداً إلى نفس المكان الذي نمت فيه الليلة الماضية ، فتكرر معي ما حدث بالضبط واستمر هذا الوضع مدة 3 أيام حتى أنني أصبحت لا أحتمل وقررت أن أحكى لصديقي الجامعي ما حدث وأثناء حديثي معه حضر أحد الجنود دون أن يسمع حديثنا إلا أنني فوجئت به يقول لي : " حضرت المحاكمة ؟! .. مبروك على البراءة " ، وانفجر ضاحكاً ثم انصرف وبعد العصر حكيت له حصل معي إلى احد الصولات القدامى في الوحدة فقال لي أن أسفل هذه الغرفة كان يوجد مقبرة جماعية بها أشلاء الشهداء التي كانت تجمع بعد المعركة وتدفن فيها وأن تلك الغرفة ما هي الا علامة للمكان ، وعندما سمعت منه هذا قررت المبيت في الخلاء على أن انام فوق هذه المقبرة ، اقسم ان هذا ما حدث بلا زيادة او نقصان وقد حكى لي البعض أن ذلك حدث مع بعض الجنود حتى أن بعضهم يخشى الإقتراب من هذه الغرفة.
يرويها سيد (55 سنة) - مصر
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
إقرأ أيضاً ...
- شبح ساحة الإعدام
- غريب التل
- أشباح في منزل أقيم على ساحة إعدام
- زنزانة العذاب
- مهمة تدريب ليلية
- شبح سند الراجمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق