الأحد، 13 يوليو 2014

النرجسية Narcissistic


النرجسية    Narcissistic

لنتعرف أولا على اصل كلمه " النرجسية Narcissistic " وذلك يعود إلى اسطورةٍ يونانيةٍ قديمة تقول ... أن فتاة تدعى ( صدى ) هامت بحب فتىً يُدعى ( نرجس ) ومن فرط حبها له واعجابها به سقمت حالها ومرضت بسببه . ومن أجله كابدت وصبرت حتى أضناها هذا الحب وجعلها تذبل شيئاً فشيئاً حتى فارقت الحياة . ولكن الآلهة ( بزعم الأسطورة ) لم تترك الفتى دون عقاب . لذلك كان العقاب قاسياً عليه للغايه حتى أودى بحياته . كان العقاب أن يعشق نفسه بصورةٍ مرضيه عندما رأى صورته منعكسة على الماء لذلك أخذ يجلس الساعات الطوال أمام صورته بكل فخرٍ وزهو . واستمر على هذه الحالة حتى مرض نفسياً بسبب هذا التعلق الذاتي . وما هي إلا فترة بسيطة حتى فقد عقله وفي إحدى خلواته وعشقه لنفسه قفز الى بركة الماء ليمسك صورته ولكنه غرق ومات . وظهرت فى مكانه زهرة سميت على اسمه نرجس ( وهى زهرة النرجس ) ..!



الوصف .. والنرجسية "
Narcissistic "
هي حب الذات وهي إحدى سمات الشخصية حيث توجد لدى جميع الافراد ولكن بدرجات متباينة فمنهم من تكون نرجسيته واضحة من اللقاء الأول به ومنهم من يمتلكها بدرجة قليلة ولا تظهر إلا ما ندر . وبهذا يمكن القول أن الفرق بين الأفراد في النرجسية ( كما في سواها من السمات الشخصية ) هو فرق في الدرجة لا في النوع .
الشخصية النرجسية : شعور غير عادي بالعظمة وحب وأهمية الذات وأنه شخص نادر الوجود أو أنه من نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس . ينتظر من الآخرين احترامًا من نوعٍ خاص لشخصه وأفكاره ، وهو استغلالي ، ابتزازي ، وصولي يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية ، وهو غيور ، متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته وإنما لتحقيق أهدافه الشخصية .
هذه الشخصية قد تتطرف لإقناعه بفكرة التطرف وإنما لما قد يحصل عليه من أثر دنيوي من ممارسة تلك الفكرة وما أسرع ما يتخلى عنها لو وجد مصالحه الشخصية في فكرة أخرى بغض النظر عن صواب تلك الفكرة من خطئها ( إنه التمركز حول مصلحة الذات لا حول الفكرة ) . من هذه الشخصية عادة يكون قادة التطرف أكثر من الأتباع .


وعلم النفس بشكل عام والطب النفسي بشكل خاص اهتما بالنرجسية دون سواهما من العلوم . حيث يرجع اهتمام علم النفس بالنرجسية إلى عام 1905 على يد العالم الشهير فرويد وفي عام 1914 نشر فرويد مقالة عنوانها ( مقدمة في النرجسية ) وفيها وصف النرجسية بمعاني عديدة منها : أنها مرحلة إنتقالية لحب الذات وشذوذ وانحراف ونمط لاختيار الموضوع ، وخلص إلى أن النرجسية بالنسبة له هي حب الذات المبالغ فيه .
ومن خلال وصف مدرسة التحليل النفسي للنرجسية نجد أن النرجسية هي مؤشر مهم للثقة بالنفس والاعتداد بالذات واحترام الذات ولكن بحدود معينة وأن مسألة تجاوز الحدود باتجاه الزيادة يؤدي إلى الغرور والغرور المستمر يؤدي الى النرجسية . والعكس من ذلك صحيح إذ أن انخفاض درجات النرجسية يعني عدم ثقة الفرد بقدراته وإمكاناته وإحتقاره لنفسه مقارنةً بالآخرين وبهذا فإن أفضل مستويات النرجسية هي المستوى المتوسط كما هو الحال في درجة حرارة جسم الانسان زيادتها عن 37 درجة مئوية وانخفاضها عن ذلك المستوى مؤشراً لحالة مرضية معينة وقولنا لشخص ما أنه نرجسي يعني أن درجتها لديه عالية .
وأما الفروق بين الذكور والإناث في درجات النرجسية السوية أو المرضية فإنها أعلى لدى الإناث وخاصة في فترة المراهقة ، ومن أبرز مظاهرها كثرة استخدام المرآة وكثرة استخدام كلمة أنا ، ولكن بعد الزواج والإنشغال بالاطفال ينخفض مستواها إلى الحد الطبيعي .!!
تتميز الشخصية النرجسية بالتعجرف والنقص في التعاطف مع الآخرين و فرط الحساسية تجاه آراء الآخرين . فهم لا يستطيعون تقبل آراء الآخرين بأي شكل من الأشكال دون أن يتركوا الآخرين يلاحظون ذلك ، ويسفهون بشكل غير مباشر من آراء واقتراحات الآخرين ، بل ويدعون أنهم يعرفون ما يفكر فيه الآخرين وأنهم ليسوا بحاجة إلى محاضرات الآخرين . ويبالغ النرجسيون في إنجازاتهم وميزاتهم ومحاسنهم ويتوقعون من الآخرين أن يعترفوا لهم بالجميل بصورة خاصة ، سواء كان هذا الإعتراف مبرراً أم غير مبرر . ويستحوذ عليهم وهم النجاح والسلطة والتألق ويعتقدون أن وظيفتهم ضبط الأمور تحت سيطرتهم لأنهم على حق والآخرين على خطأ . 
إن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نرجسية في الشخصية غالباً ما يمتلكون مشاعر مهزوزه بالذات ( غير واثقين من أنفسهم داخلياً ويبالغون نحو الخارج بإظهار ثقتهم الكبيرة ) ، ويعتبرون آراء الآخرين حولهم مهمة جداً لهم فهم يسعون دائماً لمعرفة ماذا يفكر الآخرين حولهم . وهم يستجيبون لأقل نقد سلبي بالغضب أو بمشاعر من المهانة أو الإذلال ، على الرغم من أنهم يستطيعون إخفاء ذلك وعدم إظهاره ، وينتظرون الفرصة المناسبة لرد الصاع صاعين ( والمشكلة هنا أنه يصعب معرفة ما الرأي الذي يعتبرونه سلبياً وما الرأي الذي يعتبرونه إيجابياً ، فهم ينظرون للأمر من منظار نرجسيتهم الخاصة ) . وغالباً ما يسعون من أجل الحصول على إطراء ومديح الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر . 
وغالباً ما تعاني علاقاتهم البين إنسانية من سلوكهم . فهم حاسدين مزمنين للناس الذين يعتبرونهم أنهم أكثر نجاحاُ منهم ويضعون في طريقهم العراقيل إذا ما أحسو أنهم أكثر نجاحاً منهم ، ويسفهون آرائهم ويقللون من قيمتها وأهميتها أو يشككون بنوايا الآخرين وأهدافهم . والنرجسيون يميلون لإستغلال الآخرين ويستعملوهم وسيلة لتحقيق أهدافهم الخاصة . بالإضافة إلى ذلك فإنهم قلما يكونون متعاطفين مع الآخرين أو حساسين لهم ويمكنهم أن يمتلئوا بالغيظ والغضب على أي شخص لمجرد أنه له رأيه الخاص أو لا يريد أن يكون تابعاَ لهم يدور في فلكهم .
صفات الشخصية النرجسية :
- الاستغراق في الشؤون الداخلية بدرجة كبيرة .
- الهدوء المتكلف أو المصطنع ، وإظهار تكيف اجتماعي كبير يغطي تشويه عميق في العلاقات الداخلية مع الآخرين .
- الطموح الزائد بأي ثمن .
- الشعور بالعظمة مع مشاعر شديدة بالنقص جنباً إلى جنب .
- إعتماد كبير على الإعجاب الخارجي وهُتافُ الاستحسان .
- الشعور بالملل والضيق والفراغ .
- الرغبة المستمرة في البحث عن الألمعية والقوة والجمال من أجل الإشباع .
- عدم القدرة على الحب والتعاطف مع الآخرين .
- الحيرة المزمنة وعدم الرضا عن النفس .
- استغلال الآخرين وعدم الرأفة بهم .
- حسد شديد ومزمن ودفاع عن هذا الحسد مثل تحقير الآخرين والقدرة المطلقة .
ويميل النرجسيون نحو إعطاء قيمة عالية لأفعالهم وأفضالهم والبحث عن المثالية في آبائهم أو بدائل آبائهم من حيث المركز والعطاء ...
ملخص للمعايير السلوكية التي تميز الشخصية النرجسية :
- المعنى المتعاظم لأهمية الذات أو الانفراد ( كالمبالغة في المواهب والإنجازات والتركيز على أهمية الإنجازات الشخصية ) .
- الانشغال بأوهام النجاح غير المحدودة والقوة والألمعية .
- الاستعراضية وحب الظهور: كطلب الفرد الانتباه إليه والإعجاب به بصفة مستمرة من الآخرين .
- اللامبالاة الباردة أوالمشاعر المميزة للحنق والدونية والضحالة في الاستجابة للنقد وعدم الاهتمام بالآخرين ومشاعر الهزيمة .
- توقع الفرد أن يكون المفضل دائماً بغض النظر عن تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه ، مثال ذلك الدهشة أو الغضب من أن الناس لا يفعلون ما يرغبه .
- استغلال العلاقات بين الأشخاص : كالاستفادة من الآخرين في إشباع رغباته أو تعظيم ذاته ، وعدم الاكتراث بالتكامل الشخصي وحقوق الآخرين .
- تذبذب العلاقات على نحو مميز بين الإفراط في المثالية وتبخيس الذات .
- الافتقار إلى التعاطف : كعدم القدرة على التعرف على ما يشعر به الآخرون .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق