السبت، 22 نوفمبر 2014

ندوة صحفية (الاقتراب من الموت)

نوقش لأول مرة بالمغرب موضوع (الاقتراب من الموت) في ندوة صحفية نظمت بكلية الطب و الصيدلة بالدارالبيضاء .. نهاية الأسبوع قبل الماضي ..و تساءل عدد من المشاركين عن أسباب غياب احصائيات مغربية حول الموضوع..غير أن الدكتور محمد كريم جوا منسق الندوة الطبية لا ينفي عدم وجود حالات مغربية ..في مقابل توفر احصائيات عالمية تشير الى أن أزيد من 32 مليون شخص في كل من أوربا و أمريكا عاشوا رحلة الاقتراب من الموت

يصف الطب الحديث حالات الاقتراب من الموت ..بأن قلب الانسان يتوقف لمدة تتراوح بين 3 و 6 دقائق أثناء عملية الانعاش التي يقوم بها الأطباء.. خلال هذه الفترة يرى المريض أشياء يصعب على العقل استيعابها و تصديقها و يفقد البعض صوابه بعد مدة من عودته الى الحياة..

يقول الطبيب الفرنسي جون بيار بوسطول متخصص في التخدير (أحد ضيوف الندوة)

أن الحالات التي تمت دراستها ترى الشيئ نفسه ..اذ تبدا بتوقف القلب ثم خروج الروح من الجسد منهم من يبقى في غرفة العمليات و من يخرج من غلرفة الانعاش ليتجول في أرجاء المستشفى

في البداية يشعر المريض أن روحه حبيسة جسم لا يستجيب لأوامره فيبدأ الصراع الذي ينتهي بترك الجسد ..ينظر حوله ليجد نفسه فوق رؤوس الأطباء و الممرضين و هم يصارعون من أجل اعادته الى الحياة .. قد يخرج الى حيث يوجد أفراد عائلته..يسمع كلامهم و يرى أحزانهم غير أنه لا يستطيع فعل شيئ..ينتقل في ممرات المستشفى بحرية دون أن ينتبه اليه أحد.. بعدها يتغير مسار الرحلة اذ يجد نفسه في ممر طويل في نهايته ضوء أبيض هائل .. يتجه نحوه دون تردد..هناك من يرى بعض من الاهل أو الأصدقاء من الموتى ..و من يجد نفسه يتحدث مع الملائكة و عند الانتهاء من الحديث تطلب منه العودة من حيث أتى لأن ساعته لم تحن بعد

حالات اخرى تجد نفسها محبوسة داخل قبر ضيق و مظلم لا يستطيع الخروج منه لينتقلوا بعدها الى مكان الضوء

أما أكثرها ايلاما هي التي يرى فيها المريض نفسه في الجانب المظلم من العالم الاخر

هذه الفئة تجد صعوبة في الحديث عن الحادثة بسبب الخوف من الانتقادات الجارحة خصوصا في العالم العربي و المغرب.. فان الكثير منهم يرفض الافصاح عما رأه و سمعه في تلك الرحلة

تقول رجاء بن عمور .. مغربة عاشت هذه التجربة في غرفة العمليات ..

( توقف قلبي فترة من الزمن شعرت عندها أن جسدي لا يستجيب لأوامري كنت أريد أن أطلب من الأطباء التوقف و عدم البدء في العملية .. شعرت برعشة قوية في جسدي بدأت أشعر أنه تحول الى سجن لا يمكنني الخروج منه ..بعد لحظات وجدت نفسي أتنقل داخل المستشفى ..رأيت المطبخ و بعض الحالات المجاورة لي ..كما عدت الى يوم ولادتي فرأيت نفسي في رحم أمي و أيضا عندما أمسك بي أبي بين يديه..كانت رحلتي من بداية وجودي بعدها وجدت نفسي في فضاء انعدمت فيه الجاذبية لقد التقيت أشخاصا ذكروني بتلاوة الشهادة ..بدأت أسمع قراءة سورة ياسين لقد شعرت براحة في ذلك المكان ..أيقنت أني لم أعد من الأحياء غير أن ما رأيته لم يشعرني بالخوف و سمعت صوتا يامرني بالعودة لأن وقتي لم يحن بعد لأجد نفسي مرة اخرى محاصرة داخل جسدي..رفضت العودة..كنت حزينة جدا عندما عدت تمنيت لو بقيت هناك غير ان رؤيتي لأهلي و أطفالي منحتني بعض الأمل لأستمر و لم أستطيع سرد ما رأيته لأهلي خوفا من أن ينعتوني بالمجنونة)

ماريا بيشرا عاشت التجربة نفسها قبل عشرين سنة بعد انجابها لطفلها الأول فقد توقف قلبها خمس دقائق ..وجدت نفسها في الممر أيضا هي أيضا أحبت المكان و أرادت البقاء غير أن شخصا ما أمرها بالعودة

بعد عودت ماريا أخبرت والدتها بما رأته الا أنها طلبت منها عدم التحدث في الموضوع و ان ما رأته كان ناتجا عن الحادثة ..غير أن ماريا أصبحت تعيش حياتها كما لو أنها ستموت غدا

قال الطبيب الفرنسي قبل نهاية الندوة ( ان الأشخاص الذين يعيشون هذه المرحلة غالبا ما يغيرون طريق حياتهم و يصبحون أكثر ايمانا بالله .. و بعض الأوربيين غيروا ديانتهم بعد هذه الحادثة..كما أن معنى الموت يختفي لديهم و اخرون يتقنون أشياء لم يجيدوها قبل الحادث..هناك حالة لسيدة فرنسية أصبحت واحدة من أكبر الفنانات التشكيليات بأوربا ..لم تمسك يوما فرشاة الرسم بأناملها و اخرون يجيدون لغات لم يتعلموها من قبل)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق