الاثنين، 2 يونيو 2014

الطفلان الاخضران..

واحدة من أكثر الظواهر الخارقة غموضآ وغرابة , بل هي شبيهة بواحدة من روايات ألف ليلة وليلة من شدة غرابتها . الطفلان الأخضران هما ولد وبنت لا يتجاوز عمر كل منهما السبعة أعوام خرجا بصورة مفاجئة من أحد الكهوف القريبة من حقول قرية (بانجوس) الاسبانية , وأمام مرأى عدد كبير من الفلاحين 

في صباح التاسع من اغسطس عام 1887 , المذهل في الأمر أن لون بشرة الطفلين وشعرهما كان أخضر داكنا بلون الزرع ! وكانا يرتديان ثيابا غريبة مصنوعة من مادة مجهولة , وأما ملامحهما فقد كانت شبيهة جدا بالملامح الآسيوية !!

مضت لحظات طويلة تسمر فيها الفلاحون في أماكنهم من هول المفاجأة , ومما زاد الموقف توترا هو بكاء الطفلين الشديد والخوف الذي كان واضحا على ملامحهما , الامر الذي آثار شفقة الفلاحين كثيرا فأقتربوا منهما لتهدئتهما , وقد حاول البعض التحدث إليهما باللغة الاسبانية , إلا أن الطفلين بدوا وكأنهما لم يفهما شيئا , بل وتفوها بكلمات غريبة لم تكن تنتمي الى أي لغة معروفة فاقترح أحد الفلاحين أن يتم أخذهما الى داره , وهناك سارع البعض من أهالي القرية الى تقديم جميع أنواع المأكولات المتوفرة لديهم الى الطفلين , ولكنهما لم يأكلا شيئا على الاطلاق , بل نظرا الى الطعام وكانهما لم يريا مثله من قبل !! وامام كل هذا الغموض سارع الفلاحون الى القاضي الذي كان أكثر الناس علما وثقافة في القرية والذي أصيب بدوره بدهشة شديدة عند رؤيته لهذين الطفلين إلا أنه تصرف بحكمة عندما طلب من أهالي القرية أن يتركوهما في منزله على أن يقوم برعايتهما بنفسه , حاول القاضي معرفة اللغة التي يتحدث بها هذان الطفلان من خلال الكتب التي كان يملكها إلا انه عجز عن ذلك تماما كما حاول بدوره إطعامهما وقدم لهما جميع أنواع الأطعمة المتوفرة لديه , ولكنهما استمرا في رفضهما للأكل ..استمر الحال بهذه الصورة لعدة ايام لم يتناولا فيها سوى الماء , والى أن اكتشف القاضي أنهما يعرفان الفاصولياء ويحبان طعمها , فأصبحت هي طعامهما الوحيد , ولكن الصبي لم يحتمل هذا الوضع السيء , فأصيب بهزال عام أدى الى موته بعد فترة بسيطة , فقام الأهالي وبحزن شديد بدفنة في مدافن القرية 

أما بالنسبة للطفلة فقد أصيبت بحزن واكتئاب شديدين بسبب موت الصبي وظلت على هذا الحال لفترة طويلة لكنها مع مرور الوقت بدأت تتأقلم مع الحياة في القرية , وكان القاضي يحاول وبشغف أن يعلمها اللغة الأسبانية حتى يستطيع أن يكشف ولو القليل من الغموض المحيط بهذه القصة العجيبة , وبعد فترة بدأت الفتاة بالفعل في تعلم اللغة الاسبانية وأصبحت تتحدثها بشكل لا بأس به واعتقد القاضي أن الفرصة قد حانت ليعرف من الفتاة كل مايتعلق بقصة ظهورها المفاجئ ولونها الغريب , إلا انها قد ضاعفت من الغموض المحيط بقصة ظهورها مع الصبي الذي اتضح أنه شقيقها عندما ذكرت بأنها دخلت معه أحد الكهوف في عالمها , وهناك سمعا صوتا جميلا شبيهاً بالجرس يأتيهما من مسافة بعيدة داخل الكهف , فتتبعا هذا الصوت ولكنهما ضلا طريقهما في متاهات الكهف , الى ان وجدا المخرج الذي أوصلهما الى هذا المكان عندما فوجئا بدرجة الحرارة العالية وبالضوء المبهر المنبعث من الشمس !! 

كان هذا كل ماتعرفه الفتاة عن قصة وصولها الى القرية أما بالنسبة للمكان الذي جاءت منه , فقد ذكرت بأنها أتت من أرض جميع من يعيشون عليها لهم بشرة خضراء وأن ارضهم لا يوجد فيها هذا القرص الكبير المضيء ( وتقصد بذلك الشمس ) وإنما يأتيهم الضوء من مصدر لا تعرفه , كما ذكرت بأنهم يسمعون عن الشمس إلا انها غير موجودة عندهم وإنما توجد في البلدان التي تقع خلف النهر , وعندما استفسر القاضي عن اسم النهر لم تعرف الاجابة , فلم تكن قد شاهدت هذا النهر في حياتها وانما سمعت عنه فقط ولم تفلح محاولات القاضي ابداً في معرفة سر هذه الفتاة على الرغم من أنه استمر ولمدة عام كامل يحاول كشف الغموض المحيط بها وبشقيقها , ويدون كل ما أجابت به , الا أن جميع إجاباتها كانت مبهمة و لم تزد الموضوع إلا غموضآ .

وبعد خمس سنوات من ظهورها توفيت الفتاة وقام أهل القرية بدفنها قرب شقيقها , وظلت هذه الحادثة الغريبة على لسان أهل القرية الى أن وصلت الى المسؤولين بعد مدة طويلة , ومع التطور الذي شهده العالم وتم تشكيل فريق الباحثين لزيارة الكهف عله يكشف سر هذين الصبيين إلا انهم وبعد بحث استمر فترة طويلة , لم يجدوا أي ثغرات في الكهف تقودهم الى هذا العالم الذي أتى منه الطفلان , ومع ذلك فقد سجلوا الواقعه في وثائق وسجلات رسمية

وعلى الرغم من غرابة هذه القصة التي قد لا يصدقها البعض , الا انها قصة حقيقيه تماما ذكرتها العديد من المراجع العلمية المعتمدة والسجلات الرسمية على الرغم من كل ماينقصها من توضيح فمن هما هذان الطفلان ؟ واين هو عالمهم ؟ ومن أين لهما بهذه البشرة الخضراء الغريبه ؟ وكيف وصلا الى تلك القرية ؟ ولكن الاجابة عن هذه الأسئلة كانت مستحيلة خاصة بعد موت الفتاة , ومع الاسف لم يكن الطب الشرعي في ذلك الوقت متطورا بما فية الكفاية لفحص جثتها ومعرفة خلايا جسمها , مما كان سيكشف الكثير من الامور المتعلقه بهذ اللغز , كما أن المسؤولين في الماضي كانوا يكتفون بتوثيق المعلومات الاساسية فقط من الوقائع , دون ذكر التفاصيل الدقيقة منها , والتي كانت ستساهم كثيراً دون شك في مساعدة العلماء في إيجاد تفسير لهذه الحادثة التي تتعدى المنطق.. لقد خرجت إحدى النظريات التي تقول بأن هذين الطفلين قد آتيا من بعد آخر أو من كوكب آخر وقال البعض أنهما من عالم الجن , إلا ان كل ماذكر كان مجرد نظريات لم يتم إثبات أي منها حتى يومنا هذا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق