الأربعاء، 18 يونيو 2014

طاقات..



اعداد / سامي حيدر

يعتقد الباحثون في نظريات الطاقة الحيوية والأثيرية بوجود طاقات تصدر عن الأشخاص الاحياء وحتى عن أرواح الأموات فتؤثر فيما بينهم وفي المكان الذي أقاموا فيه أو المكان الذي كانت لهم صلة وثيقة به، فوضعوا لها نظريات غير مثبتة علمياً لكن تستند إليها ممارسات التأمل واليوغا وفنون الفنغ شوي Feng Shui في تنظيم الطاقة في المكان

ويعزو البعض لهذه الطاقات التأثير الشفائي في الجسم أو الحسد ( أثر العين) وحتى يعود إليها سكنى الأشباح أو الأرواح في مكان مهجور أو ما يسمى بالتسكين المقيم Residual Haunting من جراء أحداث مأساوية ماضية (مجزرة ، تعذيب ، حادثة تحطم ..الخ) أو في الحاسة الزرقاء لدى الوسطاء الروحانيين.

- ولاحظ هؤلاء الباحثون انه عندما يحدث فعل إيجابي في مكان ما يبقى تأثيره لفتره معينة بعد انتهائه والذي سيأتي ليزور هذا المكان سيشعر بنوع من الإرتياح أو "الإيجابية". كذلك الأمر مع الحدث السيء في المكان حيث يبقى تأثيره لمدة حتى بعد إزالة الفعل السيء.

- ووفقاً لتلك النظريات يعتبر المكان كائن حي يتأثر بطاقة سكانه وما يحصل فيه من أحداث سواء أكانت محزنة أو مفرحة وربما لهذا السبب يشعر الإنسان بشعور سيء عند الدخول لبيوت حدثت فيها معاناة أو جريمة فمشاعرنا تختلف عند الدخول لمقبرة او صالة أعراس أو بيت للعبادة ، كما لاحظ الباحثون أن الأنسان بحد ذاته يستطيع أن يصدر إشعاع يؤثر على محيطه من الأفراد وبأن هناك أناساً يصدرون" إشعاعاً إيجابياً " بينما يصدر الآخرون "إشعاعاً سلبياً "، ويرون أن هناك أموراً يمكن لها أن تؤثر إيجابياً على الإنسان ومنها وضع الازهار والنباتات في المنزل وعلى المداخل و وضع نافورة من الماء أو إشعاع الشموع والبخور مع تلاوة الكتب المقدسة والصلوات (فن فنغ شوي) أو سماع الموسيقى. 

- ويعتقد هؤلاء الباحثون بأن طريقة تفكير الانسان تؤثر على حقل الطاقة الذي حوله وعلى محيطه ولهذا يعزون شعورنا بالانتعاش لكوننا بجوار أشخاص سعداء في حين نشعر بالتعب والارهاق عندما نكون بجوار أشخاص متجهمين أو عصبيي المزاج. كما يعزون التثاؤب بالعدوى إلى "عدوى الطاقة" في المكان فيعتبرونه مثالاً صغيراً على تأثر المحيط بطاقة الفرد بدلاً من تفسير العلم لها وهو حالة نقص الاوكسيجين في المكان أو الشعور بالنعاس والضجر من قبل المجموعة.

- ويرون أن الفرق بين الحياة والموت هو كالفرق بين الحركة والسكون فبازدياد الحركة يكون النشاط ومن أوجهه الإنطلاق والحيوية والفرح والمرح وهذا هو حال الشخص المتوازن أو ما يسمى "طاقة ايجابية" أما المكتئب فيكون شارد أو مستغرق أو خامل أو أو بطيء الحركة أو ما يسمى " طاقة سلبية ".

- لكن التيار العلمي السائد لم يثبت وجود هذه الطاقات المزعومة سواء أكانت سلبية أم إيجابية كما لم يثبت أن لها تأثير متبادل بين الأشخاص والأماكن أو الجماد حيث ما زال ينظر البعض إليها كضرب من العلوم الزائفةPseudoscience أي أنها جملة إدعاءات أو إعتقادات أو ممارسات غير مثبتة ويجري تقديمها للجمهور على أنها "علوم" رغم أنها لم تخضع لمعايير التجربة العلمية أو تفتقر إلى الأدلة الكافية أو يصعب خلق الظروف الملائمة لإختبارها ، ومع ذلك سنلقي الضوء على هذه النظريات وكيف تكشف الأمواج الدماغية عن حالة الأشخاص. 

يولد الدماغ أثناء عمله 5 أنوع رئيسية من الأمواج الكهرومغناطيسية والتي تقيسها أجهزة التخطيط الكهربائي EEG وهي تختلف بسعتها وترددها وبشكلها الموجي ومصدر إنبعاثها في الدماغ ، وتصنف باستخدام الأحرف الأولى من الأبجدية الإغريقية كما يلي : ألفا وبيتا وثيتا ودلتا وغاما.

ورغم أن الدراسات العلمية لم تثبت تأثير الأمواج الدماغية من شخص إلى آخر أو بقاء أثرها في المكان الي تتم زيارته إلا أنها تكشف عن حالة الوعي لدى الشخص وما قد يعانيه من اضطرابات عصبية وخلل فيزيولوجي.
- ووجد مؤيدو نظريات الطاقة الحيوية ضالتهم في الأبحاث والتجارب التي أجريت على الأمواج الدماغية فقد رأوا أنها تؤيد وجهة نظرهم حول الطاقات والإشعاعات المزعومة وعبروا عنها بالقول : " عندما تكون الأمواج الدماغية لدى الانسان منسجمة ومتناغمة تزداد نسبة الإشعاع الايجابي أما اذا كانت مبعثرة فيصدرعنه إشعاعات سلبية وتأخذ الامواج الدماغية أنماطاً تميز تفكير الشخص الطموح (أو الراضي عن نفسه ) عن تفكير الشخص المكتئب أو الانفصامي ولا يقتصر أثر هذه الطاقة على الشخص الذي انسجمت فيه أمواج الدماغ بل يمتد ليشمل الأفراد المحيطين به ".
وعندما تتالت الدراسات لمعرفة أسباب إنتظام أمواج الدماغ كانت النتائج تشير (وفق وجهة نظرهم) إلى تحلي العقل بالصفاء الذهني والرضا الداخلي ، وعن كيفية دخول العقل في حالة الصفاء الذهني يقولون : " أنها تختلف من شخص إلى آخر ومن الممكن أن تتم عبر ممارسات التأمل واليوغا وليس من الضروري أن تتم في مراكز تخضع للإشراف المتخصص ويكفي أن يعرف الانسان نقاط ضعفه ونقاط قوته ويبدأ بالتخلص من نقاط ضعفه ويكون لديه المقدرة على الإعتراف بنقاط ضعفه أولاً ليقلب المواقف لصالحه ، وبمجرد أن يبدأ الانسان بالشعور بالرضا الداخلي تزيد طاقاته ويندفع قدماً وهو شعورحقيقي بالرضا وليس مزيف أو مرضي ومثال على ذلك :تسجيل نقاط خلال جلسة مناقشة مع خصم يمكن أن تعطي الشخص شعوراً مريحأً بالنصر ، لكنه شعور مزيف وينجم عنه طاقة سلبية ".

ويعتقدون بأن تأثير الامواج والإشعاعات يمتد من شخص إلى آخر في المكان أو يبقى أثرها في الأماكن التي يتواجدون فيها أو أنها تعكس مستويات الوعي العميقة خلال جلسات التأمل ، وبأن حياة الإنسان كلها تمر بالتنقل بين هذه الأمواج الدماغية ، وعندما تسيطر إحدى هذه الأمواج لفترة طويلة نفقد التوازن بسبب التراجع بأداء النشاطات الأخرى للدماغ .
- وعن تأثير الأمواج الدماغية وانتقالها بين الأشخاص يرون أن : " الأمواج الدماغية غير محدودة المدى لا ترتبط ولا تحد بمسافة معينة إذ يمكنها الانتقال والوصول إلى أبعد المسافات إذا ما وُجّهت بشكل متوازن ولم تتصارع كالإيحاء الايجابي من حب وحنان وإيثار وكذلك تكون الأفكار والمشاعر السلبية مكونة للإيحاء السلبي من كره وبغض وحقد وحسد ويجب ألا ننسى أن التأثير يكون أولا على الذات قبل أن ينتقل إلى المحيط والموجودات الخارجية ، ونستطيع قياس أمواج الدماغ بمرحلة معينة ، ولكن في مرحلة التأثير الإيحائي على الآخرين نستطيع أحياناً أن نرى أثر الأفكار على الموجودات وهذا العلم يسمى Psychosomatic وهو تأثير الفكر على المادة وفيها تؤثر الأفكار على جزئيات المادة وتكون نسبة التأثير وقوته بحسب شدة الأفكار ونوعية المادة التي تتفاعل معها إذ تكون جزيئات الماء أكثر تأثرا بالأفكار ويتكون الإنسان من 70% من الماء " ، ومثال ذلك تأثير الأفكار على بلورات الماء ، رغم أن هذا العلم صنف من بين العلوم الزائفة في المجتمع العلمي إذ لم تثبته الأدلة العلمية القاطعة.
ويصفون أمواج غاما بأنها : " ذات تردد عالي ولهذا تعتبر ذات طاقة عالية ونفاذة لا يحجبها شيء وقد تعكستجارب إقتراب الموت dne والخروج من الجسد الكشف الروحي ) أو مغادرة الروح للجسد بشكل نهائي ، حيث تردد الأمواج عالي ولا تقيده المادة وهو عمل الروح ولا يخضع لقوانين الزمان والمكان " . 
وعن دور موجة ثيتا يقولون : " يكون الطفل مستقبلاً بشكل كبير للأفكار والإيحاءات الخارجية أكثر بكثير مما يستقبل بالكلام لأن الحواس الخارجية ضئيلة الأداء غير مكتملة النمو أما الحواس الداخلية فتكون نشيطة جداً لذلك يكون المسيطر عنده هو أمواج ثيتا ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق