فطر عيش الغراب
Mushrooms
فائدته :
إن فطر عيش الغراب مفيد جداً للإنسان ، فثماره التي نتناولها في الغذاء تحتوي على نصف وزنها الجاف بروتين صافي سهل الهضم سريع الامتصاص في الجسم ، وهذا البروتين يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي تدخل في بناء البروتين ، والتي لا يمكن لجسم الإنسان تكوينها بنفسه ، كما أن لحم ثمرة عيش الغراب خال من الدهون وهذا مفيد ( لمرضى القلب – ضغط الدم المرتفع – وزيادة الكولسترول في الدم والسكر ) ، فإذا ما تناوله هؤلاء بانتظام تحسنت صحتهم ، وهذا ما نسميه التغذية العلاجية بعيش الغراب .
أماكن نموه :
يزرع وينمو فطر عيش الغراب فوق قش القمح والشعير في مزارع فطر عيش الغراب ويمكن زراعة فطر عيش الغراب على مخلفات عضوية مختلفة مثل التبن ونشارة الخشب ، وتنمو ثمار فطر عيش الغراب لوحدها في الطبيعة ونجدها بجوار المجاري المائية وتحت ظلال الأشجار حيث الرطوبة العالية ، وينمو فطر عيش الغراب في أي مكان تتوافر فيه الظروف البيئية المناسبة لنمو الفطر مثل ( الحرارة – الأكسجين – الرطوبة – الغذاء العضوي ) .
شكل فطر عيش الغراب :
يمكن تمييز فطر عيش الغراب بسهولة عن باقي النباتات الأخرى ؛ وذلك يرجع لكونها بسيطة التركيب ، فهي تتكون من :
قبعة مستديرة ( قلنسوة ) محمولة على ساق قصيرة ويحيط بالساق زوائد جلدية رقيقة عند قاعدتها يطلق عليها اسم ( لفافة )، بينما قد يحاط بالساق من أعلى تركيب حلقي الشكل من زوائد جلدية تسمى ( الطوق ) ، وتتميز قلنسوات فطر عيش الغراب بأنها ملساء ، وقد تكون مغطاة بشعيرات قصيرة أو حراشف أو قشور ، وقد تكون ذات ثآليل مبعثرة على سطوح القلنسوات ، ويوجد على السطح السفلي للقلنسوة تراكيب دقيقة تشبه خياشيم السمك توجد عليها أبواغ التي تنتشر في الهواء إلى أماكن بعيدة .
مدة بقاء ( حياة ) فطر عيش الغراب :
تختلف ثمار عيش الغراب في مدة بقائها فمعظم أنواع هذه الثمار حولية أي أنها تظهر بسرعة وتبقى فترة قصيرة لا تتعدى بضعة أيام ، فإذا نضجت ونثرت أبواغها تحللت واختفت ، إلا أن بعض أنواع فطر عيش الغراب تكون ثمارا معمرة ذات قوام جلدي ، تستكمل نموها عاما بعد آخر ، حتى تكبر في الحجم ويتحول لحمها إلى القوام الغضروفي وأحيانا يكون خشبيا ، وتصل إلى أوزان وأحجام كبيرة للغاية .
لماذا سمي فطر عيش الغراب بهذا الاسم ؟
لأنه لوحظ أن الثمار تجذب الطيور – وخاصة الغربان – وتنقرها بمناقيرها وتأكلها لطعمها اللذيذ .
أشكال فطور عيش الغراب :
بالإضافة إلى الشكل المعتاد لثمار فطر عيش الغراب ذات القلنسوات المستديرة التي تحملها سيقان متوسطة الطول ، فإن هنالك قلنسوات لأنواع من فطريات عيش الغراب تتكون على جذوع الأشجار مباشرة دون أن تحملها سيقان ،لذلك فإن هذه الثمار تشبه الرفوف ويطلق عليها اسم فطريات عيش الغراب الرفية ، وعلى العكس مما سبق فإن هنالك أنواع من ثمار فطر عيش الغراب ذات سيقان متفرعة لا تحمل عليها قلنسوات ، وتشبه هذه السيقان المتفرعة شكل الشعب المرجانية المنتشرة في مياه البحار لذلك تسمى بفطريات عيش الغراب المرجانية ، وهنالك الكثير من أشكال فطر عيش الغراب فبعضها يكون على شكل بيضي يشبه بيض الدجاج ، وبعد فترة قصيرة يظهر هذا الشكل البيضي حامل طويل سريع النمو يحمل على قمته قلنسوة لزجة داكنة اللون ، وينبعث من هذه الثمار السابقة – التي تشبه في شكلها القرون الطويلة – رائحة كريهة تجذب إليها الذباب ، حيث يتغذى على المادة اللزجة السكرية وبذلك يلتصق على جسمه أبواغ الفطر وينقلها الذباب إلى أماكن أخرى ، ونظرا إلى الرائحة الكريهة المنبعثة من هذه الثمار يطلق عليها اسم ( القرون النتنة ) ، وهنالك أنواع أخرى من فطر عيش الغراب تكون ثماراً كروية الشكل ، وعند نضجها يجف جدارها الخارجي فيضغط على المحتويات الداخلية ، وهذا يؤدي إلى خروج الأبواغ من ثقب عند قمة هذه الثمرة الكروية ، لذلك تسمى هذه الثمار من فطريات عيش الغراب بالكرات النافخة .
وفي بعض الأحيان ينفصل الجدار الخارجي للجسم الثمري في بعض الفطريات السابقة ، معطيا شكلا نجمياً ، حيث تسمى هذه الأنواع من ثمار عيش الغراب بـنجوم الأرض ، وأيضا هنالك أشكال أخرى من فطر عيش الغراب تشبه نموذجا مصغرا من عش طائر يسمى فطر عيش الغراب عش الطائر، أو شكل مروحة أو غير ذلك من أشكال عجيبة يصعب وصفها ، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن هنالك بعض الأنواع من فطر عيش الغراب لا يؤكل ومنها ما يكون ضارة بصحة الإنسان .
ومن المشاهد المألوفة تكوين ثمار فطر عيش الغراب بطريقة مبعثرة على سطح الأرض ، إلا أن بعض أنواع فطر عيش الغراب تكون ثمارها في حلقات منتظمة يطلق عليها الأهالي اسم شائع هو حلقة الجان ، وترجع هذه التسمية الدراجة إلى أحد الخرافات الشعبية في أوروبا ، حيث ساد الاعتقاد – قديما – أن الجان يصنع هذه الثمار في صورة حلقة حتى تلهو حولها في المساء ثم تعود بعد لهوها إلى حيث تختفي في الفجر مع أول صياح الديكة .
وفي المساء يمكنك مشاهدة بعض ثمار فطر عيش الغراب ينبعث منها ضوءا خافتا يشبه الضوء المنبعث من حبات مسبحة من الكهرمان ، ولقد نظر الإنسان القديم إلى هذه الظاهرة العجيبة بنوع من الرهبة والتقديس وأطلقوا عليها أسماء مثل أشباح الغابة ، ونار الثعلب ، والكوكب المضيء ، وغير ذلك .
ألوان فطر عيش الغراب :
تتنوع ثمار فطر عيش الغراب في ألوانها ، حتى يكاد يصعب وصف ثمرة واحدة من هذه الثمار لتداخل ألوانها ، وقد تتلون ثمرة فطر عيش الغراب كلها بلون واحد ، وقد تتلون القلنسوة بلون مختلف عن الساق مما يعطيها شكلا جميلا وجذابا .
كيف يمكن أن يصبح عندك بستان لفطر عيش الغراب ؟
كل ما عليك هو أن توفر مكان نظيف معتدل الحرارة ، ثم نقوم بجمع القش ( القمح أو الشعير أو التبن أو نشارة الخشب ) ولكن يشترط نظافتها وخلوها من الحشرات والعفن ، وبعد ذلك توضع هذه المخلفات في جوال من القش السميك ، وتوضع في وعاء كبير مملوء بالماء ليغلي على النار لمدة ساعتين وذلك بغرض القضاء على الميكروبات الضارة .
وتترك الأجولة التي تحتوي على المواد العضوية المراد استخدامها في زراعة عيش الغراب لمدة ليلة في مكان نظيف ، حتى تبرد وتتخلص من المياه الزائدة الموجودة بها ، وفي اليوم التالي تكون هذه المواد العضوية صالحة للزراعة .
ويتم اختيار الأوعية التي يزرع فيها فطر عيش الغراب بحيث تكون مصنوعة من البلاستيك ، لأن نمو فطر عيش الغراب لا تؤثر عليها ، كما أنها سهلة التنظيف ورخيصة الثمن .
ويمكن الحصول على تقاوي فطر عيش الغراب من خلال شراءها من مراكز البحوث الموجودة في بعض كليات الزراعة ، وتوجد هذه التقاوي في عبوات نصف كيلو وهي رخيصة الثمن ، وتستعمل التقاوي بمعدل 5% ، أي أن الكيلو من التقاوي يكفي لزراعة 20 كيلو قش رطب مجهز ، وتوضع التقاوي على صورة طبقات متبادلة مع القش داخل الوعاء البلاستيك المراد زراعة عيش الغراب فيه .
ويمكن استعمال أسبتة بلاستيك من تلك الأنواع التي تستعمل في المطبخ لحفظ الخضراوات ، أو داخل أكياس كبيرة من البلاستيك الشفاف ، أو في اسطوانات من الشبك البلاستيك المثقب المقوى ، وأيضا في شباك البلاستيك الخفيفة التي يمكن تعليقها في سقف المكان المراد وضع فطر عيش الغراب فيه .
ويجب أن تكون المكان المختار محكم الغلق ، لا تستطيع الحشرات أو الفئران الدخول إليه ، لأنها تلوث المزرعة وتتلف الثمار ، ويجهز المكان للزراعة بتطهيره بالماء والصابون ، ويضاف محلول من مادة مطهرة مثل الفنيك لتطهير الأرضية ، وذلك بتركيز 5% ويتبع عادة وضع قطعة من الإسفنج المبلل بمحلول التطهير السابق عند مدخل المكان لتطهير الأحذية قبل الدخول إلى المزرعة .
كما يجب أن نرفع من رطوبة الجو داخل البستان ، ويمكن تنفيذ ذلك بسهولة عن طريق تعليق قطع من القماش السميك –خيش- المبلل في المكان، مع مراعاة غسله كل ثلاثة أيام بالماء والصابون حتى لا يتعفن ويكون هو نفسه مصدرا للميكروبات الضارة .
كما يجب مراعاة أن يكون المكان المختار لزراعة فطر عيش الغراب فيه ذات درجة حرارة معتدلة خاصة في الصيف ، لأن ارتفاع درجة الحرارة للجو قد يؤدي إلى جفاف ثمار فطر عيش الغراب وعدم قدرتها على استكمال عملية النمو .
وتعتبر تهوية المكان من العوامل المهمة لتفتح الثمار ونضجها ، لذلك يجب فتح النوافذ والأبواب لمدة ساعة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون الناتج من تنفس الفطر ، والذي يؤدي تراكمه إلى عدم تفتح الثمار وتشوهها ، كما تؤدي التهوية الجيدة إلى توفير الأكسجين اللازم لتنفس الفطر .
ومن العوامل الهامة الأخرى التي تؤثر في تكوين الثمار إضاءة المكان ، فعلى الرغم من ثمار فطر عيش الغراب لا يحتوي على الكلوروفيل ن ولا تقوم بعملية البناء الضوئي ، إلا أن تكوين الثمار ونموها يحتاج إلى إضاءة يومية لا تقل عن أربعة ساعات يوميا .
وتتم الزراعة بعد تجهيز المادة العضوية وإضافة إليها التقاوي في طبقات ، ثم تغطى بأكياس من البلاستيك الشفاف التي تسمح بمراقبة النمو الفطري ، ويتم ( التحضين ) في مكان نظيف رطب حتى يستكمل الفطر نموه ويغطى المادة العضوية بلونه الأبيض .
والمدة اللازمة لكي يستكمل فطر عيش الغراب نموه حوالي أسبوعين ، وبعد ذلك يرفع الغطاء البلاستيك وترش النموات الفطرية بالماء ، حيث تظهر الثمار بعد حوالي أسبوعين .
وتظهر الثمار على صورة نموات صغيرة الحجم ، ذات رأس منتفخة لونها داكن ، تتفرع وتكون ثمارا متراكبة فوق بعضها ، وعندما تنضج الثمار يتم قطفها عن طريق نزعها من المادة العضوية التي تنمو عليها .
وتعرف الثمار الناضجة عندما يتوقف نموها،وتنثني حواف القلنسوة لأسفل مع تلوين الحواف باللون البني الفاتح ، ولا توجد علاقة بين حجم الثمرة ودرجة نضجها،وقد تستكمل الثمار الكبيرة نموها حتى يتم نضجها بعد فترة.
ويجب أن تكون ثمار فطر عيش الغراب الناتجة جيدة التكوين ، طازجة ، ذات ساق قصيرة ، وأيضا يجب أن تكون القلنسوات خالية من البقع والتشوهات ، فإذا كان الإنتاج كله هكذا ، أمكن بيعه كله وحقق ربحا وفيرا .
أهمية فطر عيش الغراب :
نعم تكمن أهمية فطر عيش الغراب بأنه يقلل من تلوث البيئة عن طريق إعادة استخدام المخلفات العضوية ، وأيضا يساهم في الاستفادة من هذه المخلفات لإنتاج مواد أخرى تفيد الإنسان والحيوان وهذا يسمى تدوير المخلفات ، كما أن زراعة فطر عيش الغراب توفر ثمارا غنية بالبروتين الذي يشبه اللحم في صفاته وقيمته الغذائية ، حتى أن الأوروبيون يطلقون عليه ( ستيك اللحم النباتي ) وأيضا ( لحم الفقير ) نظرا لأن سعره منخفض بالمقارنة مع سعر اللحوم .
وحيث أننا – في بلادنا العربية – لا تتوفر لدينا المراعي الطبيعية لتربية حيوانات اللحم ، فإن زراعة فطر عيش الغراب يمكن أن يكون بديلا جيدا كمصدر بروتيني لعامة الشعب خاصة الفئات المحدودة الدخل .
أسرار طهي فطر عيش الغراب :
هنالك قواعد أساسية يجب مراعاتها عند طهي فطر عيش الغراب وهي :
1.. يجب أن تكون ثمار فطر عيش الغراب طازجة ، ونعرف ذلك من خلال قوامها الأسفنجي المتماسك وسطحها الجاف وخلوها من البقع الداكنة ، ولا يهم حجم الثمار في عملية الطهي ولكن في الأغلب تستعمل الثمار الصغيرة لعمل السلطة ولتجميل أطباق المأكولات ، أما الثمار الكبيرة فتصلح للتحمير .
2.. لا يجب أن تخزن ثمار فطر عيش الغراب لفترة طويلة في الثلاجة لأن ذلك يفقدها بعض صفاتها الجيدة .
3.. لا يجب غسل ثمار فطر عيش الغراب لأنها تكون نظيفة عادة ولكن إن لزم الأمر فيمكن تعريضها لماء الصنبور بسرعة ثم تجفيفها باستعمال ورق المطبخ الماص للرطوبة .
4.. كما أن فطر عيش الغراب لا يحتاج إلى تقشير ولا يستبعد منها شيء ، فهي تؤكل بكاملها سواء القلنسوة أم الساق .
5.. أفضل طريقة لحفظ ثمار فطر عيش الغراب هي تحميرها في قليل من الزبد وإضافة بعض الملح والتوابل إليها ، ثم وضعها في وعاء بلاستيك ذو غطاء ، وتحفظ في الثلاجة لحين الحاجة إليها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق