الخميس، 14 أغسطس 2014

بكاء طفلة

جاءتني سيدة إلى مكتبي في بغداد وأخبرتني أن زوجها في الثمإنينيات من القرن الماضي اشترى قطعة أرض بهدف بناء دار عليها  فكلف مقاولا ً للبناء عليها ، ومن ثم بدأ بالعمل حيث جرى توكيل شخص هناك لحراسة مواد البناء وبرفقته أفراد عائلته الذين كانوا يمكثون في غرفة من البناء.


 وذات يوم أتت عائلة من أقرباء الحارس لزيارتهم وكان من بين أفراد هذه العائلة طفلة تعرضت لحادثة مروعة ذلك اليوم  ، إذ إنزلقت قدمها إلى حوض ماء للبناء فغرقت فيها ،  وتابعت السيدة كلامها فقالت : " بعد إكمال البناء انتقلنا إلى البيت ومنذ إقامتنا في البيت كنا نسمع في عند منتصف الليل بكاء طفلة ، كانت تبكي وتئن وتقول بصوتها الناعم  : " لماذا لم تخرجوني من الماء ...أريد أمي " وتكرر هذا البكاء والعتاب في أكثر الليالي وأصبحت هذهِ الحالة تقلقنا وتسبب لنا الرعب مع أننا لم نكن على علم بحادثة غرق الطفلة ، ولا ندري كيف نتخلص من هذه الحالة لكي نهنأ في نومنا ويرتاح ضميرنا فجئت اليك لترشدني ".

فأوصيتها أن تتواصل مع هذه الطفلة من خلال الدعاء والتأمل وتحاول أن ترسل لها كلمات تطمئنها كأن تشعرها بأنها تحبها مثل أمها وأن يستمرهذا الإتصال لفترة طويلة وتتابع ما طرأ من تغييرات على بكاء الطفلة ونبرة عتابها.  فإذا حصل تغيير في المسألة عندئذ سيتطور وعيها وربما يتحول البكاء والعتاب إلى مناجاة شفافة فتكون ضيفة مريحة ومؤنسة لها وللعائلة في الليالي .

 لقد جاءتني هذه السيدة للتخلص من مسألة سماعها لبكاء طفلة في الليل وشعرت أنها كانت تحاول الكلام بصوت منخفض لئلا يسمعها بناتها الصغيرات  اللواتي كن برفقتها ومع ذلك كن يسمعنها ، ويبدو أنها كانت قلقة على بناتها ومن ذعرهن لسماع البكاء المتكرر ليلاً ومن مصدر مجهول، علماً أن السيدة كانت جامعية ومثقفة ورزينة.

ومع الأسف لم يتسنى لي آنذاك متابعة ما جرى مع هذه السيدة خصوصاً أنني لم  أكن متفرغا لأستقصي النتائج ، ولأن مكتبي كانت مكان كسب رزقي ولم أكن من أهالي بغداد بل من محافظة بعيدة . ببساطة لم تكن هذه السيدة كبعض المراجعين الذين كانوا يعودون لإطلاعي على النتائج.
يرويها الباحث صلاح عباس علي (العراق)


تفسير الراوي
على ضوء ما جاء في حديث نبوي شريف (مذكور أدناه)  تتلاقى الأرواح وتسمع إلقاء سلام الناس الذين يزورون المقابر في المناسبات ، والأرواح تأتي وتزور البعض في أحلامهم  وفي بعض الحالات ، ترسل الأرواح رسائل العون والتحذير للناس في أزماتهم بشكل مباشر أو بشكل رموز أو صور ، وصور كهذه تحفز البعض لتفسير الأحلام ورموزها ولهم براعةٌ في ذلك ، فلكل أسرة تفسيرها الخاص لأحلامهم المتباينة مع أسر أخرى .

وقد استدلّ العلماء بحديث عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه أن رسول الله قال:  " إن أرواح المؤمنين تلتقي على مسيرة يوم، ما رأى أحدهم صاحبه قط " - ( رواه أحمد) ، ورأوا أن الحديث السابق يُثبت أصل اللقاء.

كما نجد أن عدداً من العلماء أثبتوا أن للأرواح نوعاً من اللقاء والحديث وفق ما تقتضيه النصوص الشرعيّة الصحيحة، ومن جملة هؤلاء العلماء: الإمام القرطبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والسيوطي، والآلوسي، مبيّنين الفرق بين المؤمنين والكافرين في أحوال لقاءاتهم وحدودها.

نبذة عن صلاح عباس علي
خبير في علوم الباراسيكولوجي  وعلوم الطاقة الأثيرية وفي التنويم الإيحائي (المغناطيسي) ، وفد سبق له إجراء جلسات تنويم إيحائي في عام 1990 على طلاب قسم علم النفس في الجامعة المستنصرية في بغداد - العراق .

وكان له مكتب متخصص في العلاج البديل حيث  كان المجاز الوحيد في بغداد وكان الناس يأتون إليه لأمور مختلفة ومنها إيجاد المفقودات من البشر والأغراض بالاضافة إلى كشف بعض الأمور مثل موضوع السيدة التي ذكرتها تجربتها أعلاه .

ويقول أنه صادف في حياته العشرات من هذه الامور الغامضة ووثقها وربما يكتبها في مذكراته يوماً ما، ويحاول تفسيرها على ضوء العلم أن كان للعلم كلمة يقولها فيها لأن بعض الاحداث لايمكن للعلم التقليدي تفسيرها .

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...
- ماورائيات إسلامية : تأثير الأرواح في المنام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق