الخميس، 28 أغسطس 2014

الريح السوداء

في شهر فبراير من عام 1991 كنت أسكن مع زوجي في مدينة صغيرة في المغرب وكان لدي طفل عمره 4 سنوات ، آنذاك سافرت إلى عائلتي مع طفلي فيما بقي زوجي بمفرده في المنزل وحدث أيضاً أن سافرت جارتي برفقة زوجها في حين بقيت خادمتهم في منزلهم،  ولما وجد زوجي  هذه الخادمة بمفردها في منزل جارتي حاول التحرش بها فرفضت ، وعندما رجع زوج جارتي إلى منزلهم اخبرته الخادمة بما فعل زوجي معها فذهب إليه ليؤنبه على فعلته إلى أن انتشر الخبر وسمع الجيران بما حصل .

ولما عدت من سفري أخبرني الجيران بما حصل فتأثرت كثيراً بما صدر من زوجي فأنا أحبه وهو أيضاً يحبني كثيراً لكن الشيطان لعب لعبته، وفي تلك الليلة لم أستوعب ما فعله فأخذت بالبكاء وفجأة (كأن أحداً ضربني في وجهي) ذهبت لأتوضأ ومن ثم صليت وأخذت القرآن الكريم فقرأت ماتيسر لي منه .

وفي اليوم التالي فوجئت بما يحدث لي من تغيرات في نفسي كأنني أرى الشيطان ، فاستعيذ بالله منه فيهرب بعيداً ، كنت أراه بهيئة ريح سوداء وكان يصدر عن لساني كلمات لم أذكرها كأنني أصبت بالجنون ، وحينما رآني زوجي في هذا الحال ذهب بي إلى أحد الشيوخ فأخبره بحالي وطلب مني أن أقرأ في كل وقت ما تيسر من القرآن الكريم بشرط ألا أكثر وأحافظ دائماً على وضوئي وبأن لا يراني أحد.

وحين علمت صديقاتي بما حدث لي جئن لزيارتي فاكتشفت بأنني قادرة على قراءة افكارهن ، فمنعهم زوجي من الزيارة واصطحبني إلى الطبيب النفسي،  فوصف لي الطبيب مهدئات ، كنت في كل حين وأنا اقرأ القرآن أحس بضيق ولساني يلتوي وحين أنام أحس كأن أحداً أخدني في الهواء وكان يصعب علي الدخول إلى المرحاض  لأنني أحس بأنها مليئة بالرياح .

كنت كلما أخدت كتاب الله معي أكون على ما يرام وحينما أتركه أدخل في الكلام وتتغير حالتي ، لذلك لم أستطع ترك كتاب الله ، ومع مرور الأيام ومع مواظبتي على قراءة القرآن كنت أشعر بأن ذلك الجن الذي تلبسني ينهار يوماً بعد يوم حتى أرهقته فأراد الخروج لكنه لن يخرج إلا في المكان الذي دخل منه وأظن أنه في هو عيني لأنني عندما أصل إلى نصف قراءتي تأخد عيني بالدموع ، وأنا على هذه الحال إلى أن ختمت القرآن الكريم والحمد الله ، وأرى بأن الإنسان يجب أن يقرأ كل يوم ما تيسر من الذكر الحكيم لأنه سينال الاجر والحفظ من كل شر و لن يرى إلا الخير.

ترويها السعدية (42 سنة) - المغرب


ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...
- أصحاب الظلال السوداء : فرضيات التفسير
- تجارب واقعية: أحاديث الظلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق