أروي لكم قصة غريية حدثت في أواخر سنة 2009 ، كان عمري آنذاك 12 سنة وكان والدي كان مسافراً إلى مدينة الدار البيضاء لمدة 10 أيام بسبب عمله فيما بقينا أنا وأمي وأختي الصغيرة في المنزل.
وبعد مضي 3 أيام على ذهاب أبي بدأنا نسمع اختي ذات الـ 7 سنين وهي تتحدث لأحد ما وتضحك معه كأنه موجود فعلاً ! ، استغربنا أنا و امي و بدأنا نوبخها على ما تفعله لكن الأمر استمر معها طوال 5 أيام متتالية وزاد استغرابنا فبدأت امي تسأل أختي عن اسم الذي تتحدت معه فقالت أنها "وصال" و هو مشابه لاسمها ، ونحن بدأنا نمازح "وصال" الخيالية فنسخر منها وحتى كنا نشتمها أمام أختي التي انزعجت كثيراً وبكت.
لكن الامور تطورت على نحو غير متوقع في ليلة اليوم السابع حيث كانت أمي نائمة بمفردها في غرفتها فاستيقظت على صراخ أختي وأسرعت إلى غرفتها حيث وجدتها وبدأت تهدأها و بعد بضع دقائق رجعت أمي إلى غرفتها ثم أحست بحضور شيء ما فيما بدا لها أنها "وصال" فبدأت في الصراخ والغريب في الأمر أنه رغم نومي الخفيف لم استيقظ وقتها على صراخها ، وبحسب ما روته لي أمي أن واحدة بدأت تعضها من يدها والأخرى تضربها على رأسها و عند أوان أذان الفجر اختفين وكأن شيئاً لم يكن ، لكن آثار العض كانت موجودة تحت إبهامها بقليل ، وفي الصباح سألت أمي أختي إن كانت قد استيقظت في الليل إلا أنها نفت تماماً ، ومنذ ذلك الحين لم تعد أختي تكلم "وصال" تلك أما أنا فقد بدأ الجاثوم يداهمني بشكل متكرر.
أحب ان أنوه بأن أمي إنسانة طبيعية ومؤمنة بالله ولم يسبق لها أن عانت من أمراض أو إضطرابات نفسية وأعلم بأنها لا تكذب ، ولا أجد ضرورة لأن أقسم على صدق روايتي.
يرويها أيوب (15 سنة) - المغرب
فرضيات التفسير
أرجح ان "وصال" كانت صديقة تخيلية لأخت الرواي، وكان من المفترض أن لا يقوم الراوي وأمه بالسخرية منها أمامها حفاظاً على تطورها النفسي السليم ، والصديق التخيلي ظاهرة نفسية طبيعية يمر بها بعض الأطفال وتعبر عن الحاجة لممارسة سلوك إجتماعي، ولا تلبث أن تختفي هذه الظاهرة عند بداية سن المراهقة أو البلوغ، وللمزيد عن تلك الظاهرة إقرأ هنا.
ويبدو أن حديث أخت الرواي مع نفسها قد أثر عميقاً في نفسية الأم واتضح هذا التأثير في اللاوعي حينما داهمها حلم واضح جداً أشبه ما يكون بـ الهلوسة النومية لم تستطع معه التمييز بين الواقع والخيال حيث رأت من تضربها وتعضها وكأنها أحست بأن سخريتها من "وصال" لا بد له من عقاب تمثل في هذه الأفعال ، والدليل على أنه مجرد حلم هو عدم سماع الرواي لصراخ أمه وكذلك نفي الأخت الصغيرة لقدوم أمها مما يعني أن الأم لم تكن بوعيها الكامل وكانت هذه الأفكار من صنع عقلها وشعورها.
ولم يقتصر تأثير الصديق التخيلي على الأم بل امتد ليطال راوي التجربة الذي بدأت معه إضطرابات النوم وحالة الشلل النومي والتي يطلق عليها في التراث الشعبي اسم الجاثوم. وهذه العدوى في التأثير قد تكون ناجمة عن الهستيريا الجماعية.
الباحث : كمال غزال
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .
إقرأ أيضاً ...
- الصديق التخيلي
- تجارب واقعية: أمنية الصغر
- الهستيريا الجماعية
- الهلوسة النومية
- الشلل النومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق