عدنا مع الجزء الثاني من موضوعنا عن مصاصي الدماء ..
مصاصي الدماء لم يتم رؤيتهم رؤية حقيقية ولكن بعض الناس تاكدوا من وجودهم عن طريق بعض الأدلة..مثل:
1- حوادث القتل الغريبة لبعض المواطنين مع وجود آثار للعض او الثقب في الرقبة
2- قتل الماشية في المزارع والحظائر بطريقة غريبة
3-وجود مرض له نفس الأعراض التي تظهر على مصاصي الدماء من شحوب الجلد والهزال البدني كما في اعراض مرض (السل) الذي كان منتشر في اوروبا في القرن التاسع عشر وكذلك في الولايات المتحدة.
وعندما كان الناس يشكون بوجود مصاص الدماء في قريتهم ,يرسلون إلى صائدي مصاص الدماء وكذلك رجل دين
وكان العلاج الوحيد بالطبع هو العثور على قبر الجثة التي يشتبه أنها تتحول إلى مصاص دماء ثم حفر القبر وقطع الرأس وغرس وتد خشبي في قلب الجثة!
ومن الصفات التي يتأكدوا بها من أن الجثة لمصاص دماء هي: الأظافر الطويلة, حمرة الشفاه والخدين والأصابع,والدماء المتبقية على الشفاه و القلب عند غرس وتد فيه .
وفي الواقع هناك العديد من الوثائق التاريخية الموثقة في الولايات المتحدة وأوروبا خلال القرن الـ 19 التي تشكف وجود حالات من مصاصي الدماء !
وسأقدم لكم حالة في آواخر القرن الـ 19 في أوروبا..في الوقت الذي انتشر به مرض السل !
القصة الاولى "MERCY BROWN"
القصة عن فتاه بعمر 19 سنة كان اسمها "mercy brown" من إكستر -رود ايلاند..
وتوفيت في يناير 1892-17 يناير
عائلة بروان كانت تعمل في الزراعة وكالتي كانت يعتمد عليها اغلب مجتمعهم في ذلك الوقت
"mercy" توفيت نتيجة اصابتها بمرض السل والذي كان قد قتل والدتها وأختها من قبل ,وكان اخاها قد اصيب به
والطب في هذا الوقت لم يقدم اي علاج لهذا المرض
ولكن والد "mercy" لم يرد أن يفقد أبنه الأخير الباقي من عائلته التي ماتت كلها
..وكان والد "mercy" واهالي المنطقة قد آمنوا بان الموت يهددهم جميعا وأرجعوا كل هذا إلى مصاصي الدماء وأن الذين ماتوا تحولوا لمصاصي دماء يعودون ليلا للأحياء من أقاربهم وعائلاتهم ليقتلوهم ويحولوهم لمصاصي دماء
لم يجد والدها خيار آخر سوى نبش قبر ابنته المتوفاه حديثا ..لإنقاذ أبنه
وكانت جثة "mercy" موضوعة مؤقتا في سرداب فوق الأرض خلف الكنيسة المعمدانية في مقبرة(هيل) لأن الأرض في ذلك الوقت كانت متجمدة وتعذر عليهم الدفن ..فإنتظروا الدفن للربيع !
أراد والد "mercy" أن ينبش قبور ابنته الاخرى وزوجته للتأكد هل هم من مصاصي الدماء أم لا ؟ ولكنهم وجدوا الجثث متحللة دليلا على انهما لم يكونا من مصاصي الدماء
في 17 مارس 1892 ذهب والد "mercy" ومجموعة من الجيران إلى المقبرة لرؤية جثة إبنته "mercy" ولكنهم شاهدوا شيئاً مثيراً للريبة
فقد وجدوا جثة إبنته محفوظة كما هي تماما وكأنها حية ,كانت بشرتها سليمة,أظافرها قد نمت من جديد ,وكذلك شعرها كان قد نمى,وإكتشفوا أن قلبها والأجهزة الأخرى في جسمها مليئة بالدم السائل!
كانت كل هذه العلامات دليلا على ان "mercy" مصاصة دماء, ولذلك لم يبقى أمامهم خيار غير قتلها!
ولذلك قاموا بإستخراج قلبها ثم قاموا بحرقه,وأخذوا الرماد وجعلوه كسائل ليشربه أخاها المرض ,فقد كان في إعتقادهم أن رماد قلب مصاصي الدماء يشفي المرض من عائلته !
ولكن هذا لم ينفع بالطبع فقد توفى اخاها بعد شهرين ..!
الكنيسة التي وقعت في باحتها قصة mercy
ولكن !
يقول البعض أنه إذا قمت بزيارة قبر "mercy" في الليل , يمكنك ان تراها في صورة متوهجة عند قبرها , أو صورة لشبحها في شكل الانسان
ومازالت بعض السيارات أثناء مرورها بالمقبرة ليلا يرونها بعد فترة طويلة من وفاتها .. وأسطورة "mercy" مازالت تخيم على الناس هناك في - نيو انجلاند
قبر mercy
القصة الثانية ..(Arnold Boal)
ربما لم تسمع عن ارنولد باول المشهور كمصاص دماء حيث ظهر في العام 1700 في صربيا
ويذكر انه لا يزال يظهر في المناطق الصربية اليوم .
وكثير من الناس في هذه المنطقة مازالوا يعتقدون أنه كان مصاص دماء ومازال على قيد الحياه حتى الآن..!
ظهرت قصة "أرنولد باول " في قرية صربية من meduegna خلال الفترة من 1727-1728م
وكان أرنولد جندي يخدم في الجيش النمساوي ,وقد عاد إلى قريته في عام 1727م
ولكن قبل وصوله إلى المنزل قال أنه تعرض للهجوم والعض من مصاص دماء في اليونان وكان قادراً على قتله !
وبعد وصوله إلى منزله .لاحظ أهل القرية ان أرنولد كان به شيئاً غريبا ! وكان يستيقظ كل ساعات الليل
ولم يمر الكثير منذ عودته حتى وجدوه صريعا بعد أن سقط تحت عربة القش ,ووجدوا رأسه مفتوحا ومات على الفور .
ودُفن أرنولد في مقابر القرية ..
ولكن أفاد سكان القرية بأنهم شاهدوا أرنولد بعد موته وهو يتجول ليلا في القرية وما حولها ّ
ويُقال بأنه ذهب إلى عدد من منازل القرية , ولكن سكان المنازل لم يسمحوا بدخوله (لا يستطيع مصاص الدماء الدخول إلى منزل دون دعوته من صاحب المنزل)
وفي أثناء ذلك تم العثور على شخصين قد ماتا في منازلهما في القرية مع علامات للثقب في جناجرهم,وقد أحرق أهل القرية الجثتين منعاً لتحولهما إلى مصاصي دماء!
وبعد 40 يوماً من دفن أرنولد جاءت قوات من الجيش من بلغراد ,وقامت بحفر قبر أرنولد بناءاً على طلب شيوخ القرية.
ويُقال أنه عند فتح تابوت أرنولد , ودوا الجثة مازالت جديدة تماما ,ولم يكن هناك أي أثر للتحلل إطلاقاً..!
وقد وجودوا ان الأظافر القديمة قد سقطت ونمت مكانها أظافر جديدة, وكذلك الجلد القديم سفط ونمى مكانه جلد جديد بدلاً من القديم!
وأيضا كان هناك آثار للدم الذي يبدو طازجاً على لسانه!
فقاموا بقطع رأسه وأحرقوه حتى الرماد وألقوه في النهر..!
ولكن لم ينتهي الأمر عند ذلك !
فبعد أن عاد كل شيء إلى الهدوء في هذه القرية حتى العام 1732
انطلقا موجة أخر من الوفيات الغامضة التي نسبها السكان إلى مصاصي الدماء, وأستمروا في نبش القبور وصيد المشتبه بهم من مصاصي الدماء !
ومازالت الحكومه هنك تعلم بالأمر وتتستر على هذا الوضع.!
ومازالت حالات القتل وإختفاء الجثث وقتل الأبقار والماشية غامضاً في تلك القرية ,وينسبع السكان إلى "أرنولد" الذي يعتقدون أنه مازال على قيد الحياه, وكذلك بقية مصاصي الدماء
القصة الثالثة ..(آلـ فورت)
بينما كان هناك العديد من القصص عن مصاصي الدماء في اوروبا وفي منطقة الكاريبي..كانت هناك قصة من أكثر القصص الموثقة في تلك الفترة من عام 1789-1788 حول منطقة N.C-DILLSBORO-جنوب كالورينا ( وهي ولاية عاصمتها مدينة كولومبيا)
البلدة التي حدثت فيها أحداث تلك القصة |
في ربيع 1788 وصلت عائلة ALFORT إلى تلك المنطقة الجبلية الصغيرة من جنوب كالورينا ,وكانت الشائعات تقول أنهم منحدورن من سلالة الملوك.
وقد اشتروا أراضي بجانب النهر وقاموا ببناء منزل كبير في تلك المنطقة ..
وقد افتتح مستر ALFORT مكتبا للأطباء والصيادلة أمام الجزء الأمامي من المنزل
في البداية.. كان الناس سعداء بهذا العمل ,لاسيما عندما وصل طبيب جديد إلى المكتب..
ولكن لم يستمر هذا الوضع كثيرا .. فسرعان ما توفي شخصان مختلفان كانا يتعالجا من مرض النقرس عند هذا الطبيب الجديد!
وكانا هذان الرجلان محبوبان جدا في مجتمعه ,ولهذا غضب الكثير من الناس.
ولكن في خلال بضعة أشهر أستطاع الوزير أن يعيد الهدوء ألى الناس ,وأصبح كل شيء على ما يرام
ولكن أيضا هذه الاحوال لم تدم طويلا..
فقد تم العثور على طفلة الوزير مقتولة في سريرها مع آثار ثقب في حلقها !
وقالت زوجة الوزير انها شاهدت شكل الظلام يحوم حول إبنتها في تلك الليلة وقد صرخت عندما شاهدت ذلك ولكن كان قد فات الآوان..وماتت إبنتها.
هذه الواقعة قد أثارت الناس كالعاصفة .فخرجوا غاضبين للمطالبة بالقصاص من مصاصي الدماء.
فذهب الرجال إلى كل مكان للبحث ولكن لم يجدوا شيئاً, ولكن مع ذلك شاهد بعض الناس خفاش أسود كبير يطير فوق رؤوسهم!
وبعد بضعة ليالي ركض صبي صغير إلى منزل أجداده أعلى التل وهو في حالة من الذعر والرعب ,فقد اخبر جده أن هناك شيء يهاجم أباه وأمه في منزلهم!
فاستدعى الجد رجال آخرين من القرية وركضوا إلى منزل إبنه ,ليجدوا إبنه وزوجته وأحفاده الأطفال من سن 3 إلى 9 سنوات قد لقوا حتفهم مع وجود جروح في أعناقهم
فأصبحت المنطقة على الفور في ضجة كبيرة ,وجاء الجنود الذين فتشوا كل من في القرية..
ولكن بحلول فبراير 1789 سمُعت في المساء صرخات عالية ,وعندما وصل الرجال إلى مصدر الصراخ وجدوا شكل أسود على هيئة إنسان يجري خارجا من إحدى المنازل في القرية..! وقد إختفى أسفل التل إلى بيت ALFORT !!!
فأسرع الرجال إلى المنزل الذي جاء منه الصراخ ليعثروا على زوجين شابين مقتولين مع وجود آثار للعض في حناجرهم!
ولكنهم قد شاهدوا هذا المخلوق وهو يهرب إلى بيت ALFORT ولهذا فذهبوا جميها للبحث عنه في منزل AL FORT
ولكن مستر ALFOER رفض دخولهم إلى المنزل , فما كان من رجال القرية إلا أن قبضوا عليه وربطوه إلى شجرة .
وعندما دخلوا إلى البيت وجدوا بعض الأشياء الغريبة
فقد كانت غرف النوم في الطابق العلوي بكل منها سرير وكان من الواضح أن لا أحد ينام فيها
ولكنهم وجدوا الأكثر رعبا وغرابة !
فقد وجدوا في الطابق السفلي من المنزل ثلاثة توابيت , ووجدوا زوجة السيد AL FORT نائمة في أحدى هذه التوابيت وهي ترتدي فستان أسود ..وكانت على قيد الحياه ..! وعندما أخرجوها بالقوة من التابوت أخذت تسبهم وتلعنهم!
في وقت لاحق من تلك الليلة أعلن (شريف القرية) والوزير لأهالي القرية أن ALFORT وابنهما كانوا مصاصي دماء!
وتم وضعهم داخل المنزل وبعدها قام الأهالي بإحراق المنزل بالكامل..!
ولكن !
جثث الزوجين وابنهما البالغ من العمر 15 عاماً لم يتم العثور عليها أبداً..ولم يراهم أحد بعد ذلك !
ولم يعد هناك هجمات مثل تلك في هذه المنطقة بعد ذلك .. ولكن مازالت هذه القصة تحمل الكثير من الغموض والكثير من الأسئلة!
هناك الكثير من القصص الأخرى المماثلة حدثت في أماكن مختلفة من اوروبا وغيرها ..
وهناك حالات قتل حديثة أيضا تتشابه كثيرا من حيث تفاصيلها بتلك الحالات التي سبق وذكرناها ..من مص لدماء الضحية ووجود ثقب في حنجرتها ..ولكننا لا نستطيع أن نتأكد في عصرنا الحديث هذا أن الفاعل هو مصاص دماء لإعتبار معظم الناس أن الأمر مجرد أسطورة!
والآن إلى اللقاء في الجزء الثالث والأخير من أسطورة مصاصي الدماء
سنتحدث فيه عنه
-صائدي مصاصي الدماء
-الامراض المرتبطة بظهور مصاصي الدماء
-مصاصي الدماء في الأدب والسينما ..
والمزيد إن شاء الله ..
إلى اللقاء قريبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق